سويقة أبي ظهير: كانت تلي سويقة جامع آل ملك أدركتها عامرة.
سويقة السنابطة: كانت هناك، عرفت بقوم من أهل سنباط سكنوا بها، أدركتها أيضا عامرة.
سويقة العرب: هذه السويقة كانت تتصل بالريدانية، خربت في الغلاء الكائن في سنة ست وسبعين وسبعمائة، وأدركت حوانيت هذه السويقة، وهي خالية من السكان إلّا يسيرا، وعقودها من اللبن، ويقال له وما وراءه خراب الحسينية، وكانت في غاية العمارة، وكان بأوّلها مما يلي الحسينية فرن، أدركته عامر إلى ما بعد سنة تسعين وسبعمائة، بلغني أنه كان قبل ذلك في أعوام ستين وسبعمائة يخبز فيه كل يوم نحو سبعة آلاف رغيف، لكثرة من حوله من السكان، وتلك الأماكن اليوم لا ساكن فيها إلّا اليوم، ولا يسمع بها إلّا الصدى.
سويقة العزي: هذه السويقة خارج باب زويلة قريبا من قلعة الجبل، كانت من جملة المقابر التي خارج القاهرة، فيما بين الباب الحديد والحارات وبركة الفيل، وبين الجبل الذي عليه الآن قلعة الجبل، فلما اختطت هذه الجهة كما تقدّم ذكره عند ذكر ظواهر القاهرة، عرفت هذه السويقة بالأمير عز الدين أيبك العزي نقيب الجيوش، واستشهد على عكا عند ما فتحها الأشرف خليل بن قلاوون في يوم الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة سنة تسعين وستمائة، وهذه السويقة عامرة بعمارة ما حولها.
سويقة العياطين: هذه السويقة بخط المقس بالقرب من باب البحر، عرفت بالفقير المعتقد مسعود بن محمد بن سالم العياط لسكنه بالقرب منها، وله هناك مسجد بناه في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، وأخبرني الشيخ المعمر حسام الدين حسن بن عمر الشهرزوريّ وكيل أبي رحمه الله: أن النشو ناظر الخاص في أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون، طرح على أهل هذه السويقة عدّة أمطار عسل قصب، وألزمهم في ثمن كل قنطار بعشرين درهما، فوقفوا إلى السلطان وعيطوا حتى أعفاهم من ذلك، فقيل لها من حينئذ سويقة العياطين، ولفظة عياط عند أهل مصر بمعنى صيّاح، والعياط الصيّاح، وأصل ذلك في اللغة أن العطعطة تتابع الأصوات واختلافها في الحرب، وهي أيضا حكاية أصوات المجان إذا قالوا عيط محيط، وذلك إذا غلبوا قوما، وقد عطعطوا أو عطعط بالذئب إذا قال له عاط عاط، فحرّف عامّة مصر ذلك وجعلوا العياط الصيّاح، واشتقوا منه الفعل فأعرف ذلك.
سويقة العراقيين: هذه السويقة بمدينة مصر الفسطاط، وإنما عرفت بذلك لأن قريبا الأزديّ وزحافا الطائيّ، وكانا من الخوارج، خرجا على زياد ابن أمية بالبصرة، فاتهم زياد بهما جماعة من الأزد، وكتب إلى معاوية بن أبي سفيان يستأذنه في قتلهم، فأمر بتغربهم عن أوطانهم، فسيّرهم إلى مصر وأميرها مسلمة بن مخلد، وذلك في سنة ثلاث وخمسين،