الأزهر على باب درب المنصوري، وصاحب دار طغلق التي عرفت اليوم بدار المنصوري في الدرب المذكور، وأوّل ما عمرت هذه السويقة لم يكن فيها غير أربع حوانيت، ثم عمرت عمارة كبيرة لمّا خربت سويقة الصالحية التي كانت مما يلي باب البرقية في حدود سنة ثمانين وسبعمائة، ثم تلاشت من سنة ست وثمانمائة كما تلاشى غيرها من الأسواق، وبقي فيها يسير جدّا.
سويقة الصوّاني: هذه السويقة خارج باب النصر وباب الفتوح، بخط بستان ابن صيرم، عرفت بالأمير علاء الدين أبي الحسن عليّ بن مسعود الصوّانيّ، مشدّ الدواوين في أيام الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري، وقيل بل قراجا الصوّاني، أحد مقدّمي الحلقة في أيام الملك المنصور قلاوون، وكان في حدود سنة إحدى وثمانين وستمائة موجودا، وكانت داره هناك، وكان أيضا في أيام الملك المنصور قلاون، الأمير زين الدين أبو المعالي أحمد بن شرف الدين أبي المفاخر محمد الصوّاني شادّ الدواوين، وكان يسكن بمدينة مصر، والأمير علم الدين سنجر الصوّاني أحد الأمراء المقدّمين الألوف في أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون، والملك المظفر بيبرس، وهو صاحب البئر التي بالباطلية المعروفة ببئر الدرابزين، وعز الدين أيبك الصوّاني.
سويقة البلشون: هذه السويقة خارج باب الفتوح، عرفت بسابق الدين سنقر البلشون، أحد مماليك السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب وسلاح درايته، وكان له أيضا بستان بالمقس خارج القاهرة من جوار الدكة يعرف ببستان البلشون.
سويقة اللفت: هذه السويقة كانت خارج باب النصر من ظاهر القاهرة، حيث البئر التي في شمال مصلى الأموات، المعروف ببئر اللفت. تجاه دار ابن الحاجب، كانت تشتمل على عدّة حوانيت يباع فيها اللفت والكرنب، ويحمل منها إلى سائر أسواق القاهرة، ويباع اليوم في بعض هذه الحوانيت الدريس لعلف الدواب.
سويقة زاوية الخدّام: هذه السويقة خارج باب النصر بحريّ سويقة اللفت، كان فيها عدّة حوانيت يباع فيها أنواع المآكل، فلما كانت سن ست وثمانمائة خربت، ولم يبق فيها سوى حوانيت لا طائل بها.
سويقة الرملة: هذه السويقة كانت فيما بين سويقة زاوية الخدّام وجامع آل ملك حيث مصلى الأموات، التي هناك كان فيها عدّة حوانيت مملوءة بأصناف المآكل، قد خرب سائرها ولم يبق لها أثر البتة.
سويقة جامع آل ملك: أدركتها إلى سنة ست وثمانمائة، وهي من الأسواق الكبار، فيها غالب ما يحتاج إليه من الإدام، وقد خربت لخراب ما يجاورها.