للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآن الميدان الظاهريّ والمناظر به، وتفرّقت الشوارع والطرق، وسكنت الدكاكين والدور، وكثر المترّددون إليه والمعاش فيه، إلى أن استناب والي القاهرة بها نائبا عنه، ثم تلاشت تلك الأحوال وتغيرت إلى أن صارت أطلالا، وعفت تلك الآثار. ثم بعد ذلك حكر آدر أو بساتين، وبني على غير تلك الصفة المقدّم ذكرها، وبني على ما هو عليه، ثم حكر بستان الزهريّ آدرا، ولم يبق منه إلّا قطعة كبيرة بستانا، وهو الآن أحكار تعرف بالزهريّ، ويعرف البرّ جميعه ببرّ ابن التبان إلى هذا الوقت، وولايته تعرف بولاية الحكمر، وبني به حمام الشيخ نجم الدين بن الرفعة، وحمام تعرف بالقيمري، وحمام تعرف بحمّام الداية انتهى.

وبستان أبي اليمان يعرف اليوم مكانه بحكر أقبغا، وفيه جامع الست مسكة، وسويقة السباعين. وبستان السراج في أرض باب اللوق، يعرف موضعه الآن بحكر الخليليّ، ويأتي ذكرهما إن شاء الله تعالى. وقيماز هو تاج الدولة، صهر الأمير بهرام الأرمنيّ، وزير الخليفة الحافظ لدين الله، وقتل عند دخول الصالح طلائع بن رزيك إلى القاهرة في سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وعزاز هو غلام الوزير شاور بن مجير السعديّ، وزير الخليفة العاضد لدين الله.

حكر الخليلي: هذا الحكر هو الخط الذي بقرب سويقة السباعين وجامع الست مسكة، وهو بجوار حكر الزهريّ، وكان بستانا يعرف ببستان أبي اليمان، ومنهم من يكتب بستان أبي اليمن بغير ألف بعد الميم، ثم عرف ببستان ابن جن حلوان، وهو الجمال محمد بن الزكي يحيى بن عبد المنعم بن منصور التاجر. في ثمرة البساتين عرف بابن جن حلوان، في سنة إحدى وتسعين وستمائة، وحدّ هذا البستان القبليّ إلى الخليج، وكان فيه بابه والهماليا والحدّ البحريّ ينتهي إلى غيظ قيماز، والشرقيّ إلى الآدر المحتكرة، والغربيّ ينتهي إلى قطعة تعرف قديما بابن أبي التاج. ثم عرف ببستان ابن السراج، واستأجره ابن جن حلوان من الشيخ نجم الدين بن الرفعة الفقيه المشهور في سنة ثمان وثمانين وستمائة، فعرف به. ثم إن هذا البستان حكر بعد ذلك فعرف بحكر الخليليّ وهو ... «١» .

حكر قوصون: هذا الحكر مجاور لقناطر السباع، كان بساتين، أحدهما يعرف بالمخاريق الكبرى، والآخر يعرف بالمخاريق الصغرى، فأمّا المخاريق الكبرى: فإن القاضي الرئيس الأجل المختار العدل الأمين زكيّ الدين أبا العباس أحمد بن مرتضى بن سيد الأهل بن يوسف، وقف حصة من جميع البستان المذكور الكبير، المعروف بالمخاريق الكبرى، الذي بين القاهرة ومصر بعدوة الخليج، فيما بين البستانين المعروف أحدهما بالمخاريق الصغرى، ويعرف قديما بالشيخ الأجل ابن أبي أسامة، ثم عرف بغيره، والبستان الذي يعرف بدويرة دينار، يفصل بينهما الطريق بخط بستان الزهريّ، وبستان أبي اليمن،

<<  <  ج: ص:  >  >>