للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكنائس النصارى قبالة جماميز السعدية والسبع سقايات، ولهذا البستان حدود أربعة: القبليّ ينتهي إلى الخليج الفاصل بينه وبين المواضع المعروفة بجماميز السعدية والسبع سقايات، والحدّ الشرقيّ ينتهي إلى البستان المعروف بالمخاريق الصغرى المقابل للمجنونة، والبحريّ ينتهي إلى البستان المعروف قديما بابن أبي أسامة، الفاصل بينه وبين بستان أبي اليمن المجاور للزهريّ، والحدّ الغربيّ ينتهي إلى الطريق.

وجعل هذا البستان على القربات بعد عمارته، وشرط أن الناظر يشتري في كل فصل من فصول الشتاء ما يراه من قماش الكتان الخام أو القطن، ويصنع ذلك جبابا وبغالطيق محشوّة قطنا، ويفرّقها على الأيتام الذكور والإناث الفقراء غير البالغين بالشارع الأعظم، خارج باب زويلة، لكل واحد جبة أو بغلطاق، فإن تعذر ذلك كان على الأيتام المتصفين بالصفة المذكورة بالقاهرة ومصر وقرافتيهما، فإن تعذر ذلك كان للفقراء والمساكين أينما وجدوا. وتاريخ كتاب هذا الوقف في ذي الحجة سنة ستين وستمائة، وأما المخاريق الصغرى فإنه بعدوة الخليج قبالة المجنونة بالقرب من بستان أبي اليمن، ثم عرف أخيرا ببستان بهادر رأس نوبة، ومساحته خمسة عشر فدّانا، فاشتراه الأمير قوصون وقلع غروسه، وأذن للناس في البناء عليه، فحكروه وبنوا فيه الآدر وغيرها، وعرف بحكر قوصون.

حكر الحلبيّ: هذا الحكر الآن يعرف بحكر بيبرس الحاجب، وهو مجاور للزهري، ولبركة الشقاف من غربيها، وأصله من جملة أراضي الزهري، اقتطع منه وباعه القاضي مجد الدين ابن الخشاب وكيل بيت المال لابنتي السلطان الملك الأشرف خليل بن قلاون، في سنة أربع وتسعين وستمائة، وكان يعرف حين هذا البيع ببستان الجمال بن جن حلوان، وبغيط الكرديّ، وببستان الطيلسان، وببستان الفرغانيّ، وحدّ هذه القطعة القبليّ إلى بركة الطوّابين، وإلى الهدير الصغير. والحدّ البحريّ ينتهي إلى بستان الفرغانيّ وإلى بستان البواشقيّ. والحدّ الشرقيّ إلى بركة الشقاف وإلى الطريق الموصلة إلى الهدير الصغير.

والحدّ الغربيّ إلى بستان الفرغانيّ. ثم انتقل هذا البستان إلى الأمير ركن الدين بيبرس الحاجب في أيام الملك الناصر محمد بن قلاون وحكره فعرف به.

حكر البواشقيّ: عرف بالأمير أزدمر البواشقيّ مملوك الرشيديّ الكبير، أحد المماليك البحرية الصالحية، وممن قام على الملك المعز أيبك عند ما قتل الأمير فارس الدين أقطاي في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وستمائة، وخرج إلى بلاد الروم، ثم عرف الآن بحكر كرجي، وهو بجوار حكر الحلبيّ المعروف بحكر بيبرس.

حكر أقبغا: هذا الحكر بجوار السبع سقايات، بعضه بجانب الخليج الغربيّ، وبعضه بجانب الخليج الشرقيّ، كان بستانا يعرف قديما بجنان الحارة، ويسلك إليه من خط قناطر السباع على يمنة السالك طالبا السبع سقايات، بالقرب من كنيسة الحمراء، وكان بعضه

<<  <  ج: ص:  >  >>