مملكة اليمن حتى مات بها في شوال سنة ثلاث وتسعين. فأقيم بعده ابنه الملك المعز اسماعيل بن طفتكين بن أيوب، فجعظ وادّعى أنه أمويّ، وخطب لنفسه بالخلافة وعمل طول كمه عشرين ذراعا، فثار عليه مماليكه وقتلوه في سنة تسع وتسعين، وأقاموا بعده أخاه الناصر، ومات بعد أربع سنين فقام من بعده زوج أمّه غازي بن حزيل أحد الأمراء، فقتله جماعة من العرب، وبقي اليمن بغير سلطان، فتغلبت أمّ الناصر على زبيد، فقدم سليمان بن سعد الدين شاهنشاه بن أيوب إلى اليمن، فعبر يحمل ركوته على كتفه فملكته أم الناصر البلاد وتزوّجت به، فاشتدّ ظلمه وعتوّه إلى أن قدم الملك المسعود أقسيس بن الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب من مصر في سنة اثنتي عشرة وستمائة، فقبض عليه وحمله إلى مصر فأجرى له الكامل ما يقوم به إلى أن استشهد على المنصورة سنة سبع وأربعين وستمائة، وأقام المسعود باليمن وحج ملك مكة أيضا في شهر ربيع الأوّل سنة عشرين وستمائة، وعاد إلى اليمن ثم خرج عنها واستخلف عليها استاداره عليّ بن رسول، فمات بمكة سنة ست وعشرين، فقام عليّ بن رسول على ملك اليمن حتى مات في سنة تسع وعشرين، واستقرّ عوضه ابنه عمر بن عليّ بن رسول وتلقب بالمنصور حتى قتل سنة ثمان وأربعين، واستقرّ بعده ابنه المظفر يوسف بن عمر بن عليّ بن رسول وصفا له اليمن وطالت أيامه انتهى ما ذكره المصنف بخطه في تاريخه، عفا الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مقرّه ومثواه.
ووجد بخطه أيضا ما مثاله: السلطان محمد بن طغلق شاه، وطغلق يلقب غياث الدين، وهو مملوك السلطان علاء الدين محمود بن شهاب الدين مسعود ملك الهند، مقرّ ملكه مدينة دهلي وجميع البلاد برّا وبحرا بيده، إلّا الجزائر المغلغلة في البحر، وأما الساحل فلم يبق منه قيد شبر إلا وهو بيده، وأوّل ما فتح مملكة تكنك، عدّة قراها مائة ألف قرية وتسعمائة قرية، فتح بلاد حاجنكيز، وبها سبعون مدينة جليلة كلها بنادر على البحر، فتح بلاد لنكوتي وهي كرسيّ تسعة ملوك، ثم فتح بلاد دواكير وبها أربع وثمانون قلعة كلها جليلات المقدار، وبها ألف ألف قرية ومائتا ألف قرية، ثم فتح بلاد ورسمند وكان بها ستة ملوك، ثم فتح بلاد المعبر وهم أقليم جليل له سبعون مدينة بنادر على البحر، وجملة ما بيده ثلاثة وعشرون إقليما، وهي: أقليم دهلي، وأقليم الدواكير، وإقليم الملثان، وإقليم كهران، وإقليم سامان، وإقليم سوستان، وإقليم وجا، وإقليم هاسي، وإقليم سرسيني، وإقليم المعبر، وإقليم تكنك كحرات، وإقليم بداون، وإقليبم عوض، وإقليم التيوج، وإقليم لنكوتي، وإقليم بهار، وإقليك كره، وإقليم ملاوه، وإقليم بهادر، وإقليم كلافور، وإقليم حاجنكيز، وإقليم بليخ، وإقليم ورسمند. وهذه الأقاليم تشتمل على ألف مدينة، ومائتي مدينة دهلي دور عمرانها أربعون ميلا، وجملة ما يطلق عليه اسم دهلي إحدى وعشرون مدينة، وفي دهلي ألف مدرسة كلها للحنفية إلّا واحدة فإنها للشافعية، ونحو سبعين