دينار مصرية، وكان راتب الدور السلطانية في كل يوم من أيام شهر رمضان ستين قنطارا من الحلوى برسم التفرقة للدور وغيرها، وكانت الدولة قد توقفت أحوالها فوفر من المصروف في كلّ يوم أربعة آلاف رطل لحم، وستمائة كماجة سميذ، وثلاثمائة أردب من الشعير، ومبلغ ألفي درهم في كلّ شهر وأضيف إلى ديوان الوزارة سوق الخيل والدواب والجال، وكانت بيد عدّة أجناد عوّضوا عنها إقطاعات بالنواحي.
واعتبر في سنة ست وأربعين وسبعمائة متحصل الحاج عليّ الطباخ، فوجد له على المعاملين في كل يوم خمسمائة درهم، ولابنه أحمد في كلّ يوم ثلاثمائة درهم سوى الأطعمة المفتخرة وغيرها، وسوى ما كان يتحصّل له في عمل المهمات مع كثرتها، ولقد تحصل له من ثمن الروس والأكارع وسقط الدجاج والأوز في مهم عمله للأمير بكتمر الساقي، ثلاثة وعشرون ألف درهم، عنها نحو ألفين ومائتي دينار، فأوقعت الحوطة عليه وصودر، فوجد له خمسة وعشرون دارا على البحر وفي عدّة أماكن. واعتبر مصروف الحوائج خاناه في سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، فكان في كلّ يوم اثنين وعشرين ألف رطل من اللحم.
أبراج الحمام: كان بالقلعة أبراج برسم الحمام التي تحمل البطائق، وبلغ عدّتها على ما ذكره ابن عبد الظاهر في كتاب تمائم الحمائم، إلى آخر جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وستمائة، ألف طائر وتسعمائة طائر، وكان بها عدّة من المقدّمين، لكلّ مقدّم منهم جزء معلوم، وكانت الطيور المذكورة لا تبرح في الأبراج بالقلعة، ما عدا طائفة منها فإنها في برج بالبرقية خارج القاهرة، يعرف ببرج الفيوم، رتبه الأمير فخر الدين عثمان بن قزل أستادار الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، وقيل له برج الفيوم، فإن جيمع الفيول كانت في إقطاع ابن قزل، وكانت البطائق ترد إليه من الفيوم، ويبعثها من القاهرة إلى الفيوم من هذا البرج، فاستمرّ هذا البرج يعرف بذلك. وكان بكلّ مركز حمام في سائر نواحي المملكة مصرا وشاما، ما بين أسوان إلى الفرات، فلا تحصى عدّة ما كان منها في الثغور والطرقات الشامية والمصرية، وجميعها تدرج وتنقل من القلعة إلى سائر الجهات، وكان لها بغال الحمل من الإصطبلات السلطانية، وجاميكات البرّاجين والعلوفات تصرف من الأهراء السلطانية، فتبلغ النفقة عليها من الأموال ما لا يحصى كثرة، وكانت ضريبة العلف لكل مائة طائر ربع ويبة فول في كلّ يوم، وكانت العادة أن لا تحمل البطاقة إلّا في جناح الطائر، لأمور منها حفظ البطاقة من المطر وقوّة الجناح، ثم إنهم عملوا البطاقة في الذنب، وكانت العادة إذا بطق من قلعة الجبل إلى الإسكندرية فلا يسرّح الطائر إلّا من منية عقبة بالجيزة، وهي أوّل المراكز، وإذا سرّح إلى الشرقية لا يطلق إلّا من مسجد تبر خارج القاهرة، وإذا سرّح إلى دمياط لا يسرّح إلّا من ناحية بيسوس، وكان يسير مع البرّاجين من يوصلهم إلى هذه الأماكن من الجاندارية، وكذلك كانت العادة في كلّ مملكة يتوخى الإبعاد