يوما، ودفن بالقبة المنصورية على أبيه، وأقيم بعده ابنه.
السلطان الملك المنصور سيف الدين أبو بكر: بعهد أبيه في يوم الخميس حادي عشري ذي الحجة، وقام الأمير قوصون بتدبير الدولة، ثم خلعه بعد تسعة وخمسين يوما، في يوم الأحد لعشرين من صفر سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة، وأقام بعده أخاه:
السلطان الملك الأشرف علاء الدين كجك بن الناصر محمد بن قلاون: ولم يكمل له من العمر ثمان سنين «١» فتنكرت قلوب الأمراء على قوصون وحاربوه وقبضوا عليه كما ذكر في ترجمته، وخلعوا الأشرف في يوم الخميس أوّل شعبان، فكانت مدّته خمسة أشهر وعشرة أيام، وقام الأمير أيدغمش بأمر الدولة، وبعث يستدعي من بلاد الكرم:
السلطان الملك الناصر شهاب الدين أحمد بن الناصر محمد بن قلاون: وكان مقيما بقلعة الكرك من أيام أبيه، فقدم على البريد في عشرة من أهل الكرك ليلة الخميس ثامن عشري شهر رمضان، وعبر الدور من قلعة الجبل بمن قدم معه، واحتجب عن الأمراء ولم يخرج لصلاة العيد، ولا حضر السماط على العادة إلى أن لبس شعار السلطنة، وجلس على التخت في يوم الاثنين عاشر شوّال، وقلوب الأمراء نافرة منه لإعراضه عنهم، فساءت سيرته، ثم خرج إلى الكرك في يوم الأربعاء ثاني ذي القعدة، واستخلف الأمير آق سنقر السلاريّ نائب الغيبة. فلما وصل قبة النصر نزل عن فرسه ولبس ثياب العرب ومضى مع خواصه أهل الكرك على البريد، وترك الأطلاب فسارت على البرّ حتى وافته بالكرك، فردّ العسكر إلى بلد الخليل وأقام بقلعة الكرك، وتصرّف أقبح تصرّف، فخلعه الأمراء في يوم الأربعاء حادي عشري المخرّم، سنة ثلاث وأربعين، فكانت مدّته ثلاثة أشهر وثلاثة عشر يوما. وأقاموا بعده أخاه.
السلطان الملك الصالح عماد الدين إسماعيل: في يوم الخميس ثاني عشري المحرّم المذكور، وقام الأمير أرغون زوج أمّه بتدبير المملكة مع مشاركة عدّة من الأمراء، وسارت الأمراء والعساكر لقتال الناصر أحمد في الكرك حتى أخذ وقتل، فلما أحضرت رأسه إلى السلطان الصالح ورآها فزع، ولم يزل يعتاده المرض حتى مات ليلة الخميس رابع عشر ربيع الآخر سنة ست وأربعين وسبعمائة، فكانت مدّته ثلاث سنين وشهرين وأحد عشر يوما. وقام بعده أخوه.
السلطان الملك الكامل سيف الدين شعبان: بعهد أخيه وجلس على التخت من غد، فأوحش ما بينه وبين الأمراء حتى ركبوا عليه، فركب لقتالهم فلم يثبت من معه وعاد إلى القلعة منهزما، فتبعه الأمراء وخلعوه، وذلك في يوم الاثنين مستهلّ جمادى الآخرة سنة سبع