للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

برمهات. وسار بولص الطرسوسيّ إلى دمشق وبلاد الروم ورومية فقتل في خامس أبيب.

وتفرّق أيضا سبعون رسولا أخر في البلاد، فآمن بهم الخلائق، ومن هؤلاء السبعين:

مرقص الإنجيليّ، وكان اسمه أوّلا يوحنا، فعرف ثلاثة ألسن، الفرنجيّ والعبرانيّ واليونانيّ، ومضى إلى بطرس برومية وصحبه وكتب الإنجيل عنده بالفرنجية بعد رفع المسيح باثنتي عشرة سنة، ودعا الناس برومية ومصر والحبشة والنوبة، وأقام حنانيا أسقفا على الإسكندرية، وخرج إلى برقة فكثرت النصارى في أيامه، وقتل في ثاني عيد الفسح بالإسكندرية. ومن السبعين أيضا لوقا الإنجيليّ الطبيب، تلميذ بولص، كتب الإنجيل باليونانية عن بولص بالإسكندرية بعد رفع المسيح بعشرين سنة، وقيل باثنتين وعشرين سنة، ولما فرّ بطرس رأس الحواريين من حبس رومية ونزل بأنطاكية أقام بها داريوس بطركا، وأنطاكية أحد الكراسي الأربعة التي للنصارى وهي: رومية والإسكندرية والقدس وأنطاكية، فأقام داريوس بطرك أنطاكية سبعا وعشرين سنة وهو أوّل بطاركتها، وتوارث من بعده البطاركة بها البطركية واحدا بعد واحد. ودعا شمعون الصفا برومية خمسا وعشرين سنة، فآمنت به بطركية «١» وسارت إلى القدس، وكشفت عن خشبات الصليب وسلمتها إلى يعقوب بن يوسف الأسقف وبنت هناك كنيسة وعادت إلى رومية، وقد اشتدّت على دين النصرانية، فآمن معها عدّة من أهلها. واجتمع الرسل بمدينة رومية ووضعوا القوانين وأرسلوها على يد قليموس تلميذ بطرس، فكتبوا فيها عدد الكتب التي يجب قبولها من العتيقة والجديدة، فأمّا العتيقة فالتوراة، وكتاب يوشع بن نون، وكتاب القضاة، وكتاب راغون، وكتاب يهوديت، وسير الملوك، وسفر بنيامين، وكتب المقانين، وكتاب عزرة، وكتاب أستير، وقصة هامان، وكتاب أيوب، وكتاب مزامير داود، وكتب سليمان بن داود، وكتب الأنبياء وهي ستة عشر كتابا، وكتاب يوشع بن شيراخ، وأما الكتب الحديثة:

فالأناجيل الأربعة، وكتاب القليتليقون، وكتاب بولص، وكتاب الأبركسيس، وهو قصص الحواريين، وكتاب قليموس، وفيه ما أمر به الحواريون وما نهوا عنه.

ولما قتل الملك نيرون قيصر بطرس رأس الحواريين برومية، أقيم من بعده أريوس بطرك رومية، وهو أوّل بطرك صار على رومية، فأقام في البطركية اثنتي عشرة سنة، وقام من بعده البطاركة بها واحدا بعد واحد إلى يومنا هذا الذي نحن فيه.

ولما قتل يعقوب اسقف القدس على يد اليهود، هدموا بعده البيعة وأخذوا خشبة الصليب والخشبتين معها ودفنوها وألقوا على موضعها ترابا كثيرا، فصار كوما عظيما حتى أخرجتها هيلانة أم قسطنطين كما ستراه قريبا إن شاء الله تعالى. وأقيم بعد قتل يعقوب

<<  <  ج: ص:  >  >>