وثلاثون سنة وثلاثة أشهر، فصلبوا الذي شبه لهم، وصلبوا معه لصين وسمروهم بمسامير الحديد، واقتسم الجند ثياب المصلوب، فغشيت الأرض ظلمة دامت ثلاث ساعات «١» حتى صار النهار شبه الليل ورؤيت النجوم، وكان مع ذلك هزة وزلزلة، ثم أنزل المصلوب عن الخشبة بكرة يوم السبت ودفن تحت صخرة في قبر جديد، ووكل بالقبر من يحرسه لئلا يأخذ المقبور أصحابه، فزعم النصارى أن المقبور قام من قبره ليلة الأحد سحرا، ودخل عشية ذلك اليوم على الحواريين وحادثهم ووصاهم، ثم بعد الأربعين يوما من قيامه صعد إلى السماء والحواريون يشاهدونه، فاجتمعوا بعد رفعه بعشرة أيام في علية صيون التي يقال لها اليوم صهيون خارج القدس، وظهرت لهم خوارق، فتكلموا بجميع الألسن فآمن بهم فيما يذكر زيادة على ثلاثة آلاف إنسان «٢» . فأخذهم اليهود وحبسوهم، فظهرت كرامتهم وفتح الله لهم باب السجن ليلا «٣» ، فخرجوا إلى الهيكل وطفقوا يدعون الناس، فهمّ اليهود بقتلهم، وقد آمن بهم نحو الخمسة آلاف إنسان، فلم يتمكنوا من قتلهم، فتفرّق الحواريون في أقطار الأرض يدعون إلى دين المسيح «٤» ، فسار بطرس رأس الحواريين ومعه شمعون الصفا إلى أنطاكية ورومية، فاستجاب لهم بشر كثير، وقتل في خامس أبيب، وهو عيد القصرية. وسار أندراوس أخوه إلى نيقية وما حولها، فآمن به كثير، ومات في بزنطية في رابع كيهك، وسار يعقوب بن زبدي أخو يوحنا الإنجيليّ إلى بلد ابدينية، فتبعه جماعة وقتل في سابع عشر برمودة، وسار يوحنا الإنجيليّ إلى آسيا وأفسيس وكتب انجيله باليونانيّ بعد ما كتب متى ومرقص ولوقا أناجيلهم، فوجدهم قد قصروا في أمور فتكلم عليها، وكان ذلك بعد رفع المسيح بثلاثين سنة، وكتب ثلاث رسائل ومات، وقد أناف على مائة سنة، وسار فيلبس إلى قيسارية وما حولها وقتل بها في ثامن هاتور، وقد اتبعه جماعات من الناس.
وسار برتولوماوس إلى أرمينية وبلاد البربر وواحات مصر، فآمن به كثير، وقتل وسار توما إلى الهند فقتل هناك. وسار متى العشار إلى فلسطين وصور وصيدا ومدينة بصرى وكتب إنجيله بالعبرانيّ بعد رفع المسيح بتسع سنين، ونقله يوحنا إلى اللغة الرومية، وقتل متى بقرطاجنة في ثامن عشر بابه بعد ما استجاب له بشر كثير. وسار يعقوب بن حلفا إلى بلاد الهند ورجع إلى القدس وقتل في عاشر امشير. وسار يهوذا بن يعقوب من أنطاكية إلى الجزيرة فآمن به كثير من الناس ومات في ثاني أبيب. وسار شمعون إلى سميساط وحلب ومنبج وبزنطية وقتل في سابع أبيب. وسارميتاس إلى بلاد الشرق وقتل في ثامن عشر