للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دير بخنس القصير: المعروف بالقصيّر، وصوابه عندهم دير القصير على وزن شهيد، وحرّف فقيل دير القصيّر، بضم القاف وفتح الصاد وتشديد الياء، فسماه المسلمون دير القصير بضم القاف وفتح الصاد وإسكان الياء آخر الحروف، كأنه تصغير قصير، وأصله كما عرّفتك دير القصير الذي هو ضدّ الطويل، وسمي أيضا دير هر قل، ودير البغل، وقد تقدّم ذكره. وكان من أعظم ديارات النصارى وليس به الآن سوى واحد يحرسه، وهو بيد الملكية.

دير الطور: قال ابن سيده: الطور الجبل، وقد غلب على طور سيناء جبل بالشام، وهو بالسريانية طوري والنسب إليه طوريّ وطواري. وقال ياقوت: طور سبعة مواضع:

الأوّل طور زيتا بلفظ الزيت من الأدهان مقصور علم لجبل بقرب رأس عين. الثاني طور زيت أيضا جبل بالبيت المقدّس، وهو شرقيّ سلوان. الثالث الطور علم لجبل بعينه مطلّ على مدينة طبرية بالأردن. الرابع الطور علم لجبل كورة تشتمل على عدّة قرى بأرض مصر من الجهة القبلية بين مصر وجبل فاران. الخامس طور سيناء اختلفوا فيه فقيل هو جبل بقرب إيلة، وقيل جبل بالشام، وقيل سيناء حجازية، وقيل سحرتية. السادس طور عبدين بفتح العين وسكون الباء الموحدة وكسر الدال المهملة وياء آخر الحروف ونون، اسم لبلدة من نواحي نصيبين في بطن الجبل المشرف عليها المتصل بجبل جوديّ. السابع طور هارون أخي موسى عليهما السلام. وقال الواحديّ: في تفسيره، وقال الكلبيّ وغيره: والجبل في قوله تعالى، ولكن انظر إلى الجبل أعظم جبل بمدين يقال له زبير، وذكر الكلبيّ أن الطور سمي بيطور بن إسماعيل. قال السهيليّ: فلعله محذوف الياء إن كان صح ما قاله.

وقال عمر بن شيبة: أخبرني عبد العزيز عن أبي معشر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أربعة أنهار في الجنة وأربعة أجبل وأربع ملاحم في الجنة، فأما الأنهار فسيحان وجيحان والنيل والفرات، وأما الأجبل فالطور ولبنان وأحد وورقان، وسكت عن الملاحم» . وعن كعب الأحبار معاقل المسلمين ثلاثة: فمعقلهم من الروم دمشق، ومعقلهم من الدجال الأردن، ومعقلهم من يأجوج ومأجوج الطور. وقال شعبة عن أرطاة بن المنذر: إذا خرج يأجوج ومأجوج أوحى الله تعالى إلى عيسى بن مريم عليه السلام أني قد أخرجت خلقا من خلقي لا يطيقهم أحد غيري. فمرّ بمن معك إلى جبل الطور، فيمرّ ومعه من الذراري اثنا عشر ألفا. وقال طلق بن حبيب عن زرعة: أردت الخروج إلى الطور فأتيت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقلت له: فقال إنما تشدّ الرحال إلى ثلاثة مساجد: إلى مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى. فدع عنك الطور فلا تأته. وقال القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعيّ، وقد ذكر كور أرض مصر: ومن كور القبلة قرى الحجاز وهي: كورة الطور وفاران، وكورة

<<  <  ج: ص:  >  >>