إسرائيل، وقتل جماعة من الكهنة، فأبغضه الخاص والعام، وثار ظلما بالصعيد، وكاتب وجوه الناس فكتب لاطيس بصرفه عن العمل، فامتنع وحارب عساكره، وزحف حتى دخل منف.
ظلما بن قومس: فرعون موسى، يقال: إن اسمه الوليد بن مصعب بن اراهون بن الهلوت بن قاران بن عمرو بن عمليق بن بلقع بن عابر بن اشليخا بن لود بن سام بن نوح، وإنه من العمالقة، وكان قصيرا طويل اللحية أشهل العين اليمنى صغير العين اليسرى، أعرج، وزعم قوم: أنه من القبط وأن نسبه ونسب أهل بيته مشهور عندهم، وقيل غير ذلك، وكان من خبره ما ذكرنا في كنيسة دموة.
وقال ابن عبد الحكم: ولما أغرق الله فرعون بقيت مصر بعد غرقه، ليس فيها من أشراف أهلها أحد، ولم يبق إلا العبيد والأجراء والنساء، فأعظم أشراف من بمصر من النساء أن يولين منهم أحدا، وأجمع رأيهنّ أن يولين امرأة يقال لها: دلوكة.
فملكت دلوكة ابنة زبا: ويقال: دلوكة بنت قاران، وكان لها عقل وتجارب ومعرفة، وكانت في شرف منهنّ، وهي يومئذ بنت مائة وستين سنة، فبنت جدارا حصنت به مصر من الأعداء، وكان من حدّ زنج إلى إفريقية إلى الواحات إلى بلد النوبة على كل موضع منه حرس قيام ليلهم، ونهارهم يقدون النار وقودا لا يطفأ أبدا أحاطت به على جميع أرض مصر كلها في ستة أشهر، وهو حائط العجوز، وفي أيامها، بنت تدورة الساحرة البرابي في وسط منف، فملكتهم دلوكة عشرين سنة حتى بلغ صبيّ من أبناء أكابرهم يقال له: دركون بن بلاطس، ثم مات واستخلف ابنه تودست، ثم توفي تودست بن دركون، فاستخلف أدقاش، فلم يملك إلا ثلاث سنين، حتى مات فاستخلف أخوه مرينا بن مرينوس، ثم توفي فاستخلف أستادس بن مرينا، فطغى وتكبر وسفك الدم وأظهر الفاحشة، فخلعوه وقتلوه وبايعوا رجلا من أشرافهم يقال له: بلطوس بن مينا كيل، فملكهم أربعين سنة، ثم توفي فقام ابنه مالوس، ثم توفي مالوس، فاستخلف أخوه ميناكيل بن بلطوس بن ميناكيل، فملكهم زمانا، ثم توفي واستخلف ابنه نوله بن ميناكيل، فملكهم مائة وعشرين سنة، وهو الأعرج الذي سبى ملك بيت المقدس، وقدم به إلى مصر، وكان قد تمكن وطغى وبلغ مبلغا لم يبلغه أحد ممن قبله بعد فرعون، فصرعته دابته، فمات.
وقيل له: الأعرج، لأنه لما غزا أهل بيت المقدس ونهبهم، وسبى ملكهم يوشيا بن أمون بن منشا بن حزقيا، همّ أن يصعد على كرسيّ نبيّ الله سليمان بن داود، وكان بلولب لا يمكن أحدا أن يصعد عليه إلا برجليه جميعا، فصعد برجل واحدة، وهي اليمنى، فدار اللولب على ساقه الأخرى فاندقت، فلم يزل يجمع بها إلى أن مات، فلذلك سمي الأعرج.
فاستخلف مرينوس بن نولة، فملكهم زمانا، ثم توفي واستخلف ابنه قرقورة، فملكهم