للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحوض الماصلي وحصة سلمون وبعض سنيت وبعض التعيدي وبعض فليشان، ثم يفتح فيشرب منه أمليط وبعض انباي وبعض كنيسة عبد الملك وبعض أرمنية وميسنا وبعض محلة عبيد وسفط خالد وبرنامة وشبرانوبة وكيمان شراس، وبعض دمشوه وتقام الحرّاس على جسر سفط، ويشرب من خليج الإسكندرية وما يفيض منه أهل الباطن، وأهل البحيرة في فجاج وأودية، فيكون ذلك الماء صلة وهم قبيل من دنانة والرمحانة وبني يزان، وقبائل البربر، ويزرعون عليه فيستوفي منهم الخراج وبين مشارق الفرما من ناحية جوجير وقاقوس وبين آخر ما يشرب من خليج الإسكندرية مسيرة شهر كان عامرا كله في محلول ومعقود إلى ما بعد الخمسين وثلثمائة من سني الهجرة، وقد خرب معظم ذلك.

وقال أبو بكر الطرطوسي عمن حدّثه من مشايخ البحر أنه قال: شاهدت الإسكندرية والصيد في الخليج: مطلق للرعية والسمك فيه يطفو الماء به كثرة، حتى تصيده الأطفال بالخرق، ثم حجره الوالي ومنع الناس من صيده فذهب حتى كاد لا يرى فيه إلا الواحدة بعد الواحدة إلى يومنا هذا.

وقال أبو عمرو الكنديّ في كتاب الموالي عن الحارث بن مسكين: أنه تقلد قضاء مصر من قبل أمير المؤمنين الواثق بالله في سنة تسع وثلاثين ومائتين، فذكر سيرته وقال:

وحفر خليج الإسكندرية، وورد الكتاب بصرفه في شهر ربيع الآخر سنة خمس وأربعين ومائتين.

وقال جامع السيرة الطولونية: وفي ربيع الأوّل سنة تسع وخمسين ومائتين أمر أحمد بن طولون بحفر خليج الإسكندرية.

وقال المسعوديّ: وقد كان النيل انقطع عن بلاد الإسكندرية قبل سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة، وقد كان الإسكندر، بنى الإسكندرية على هذا الخليج من النيل وكان عليها معظم ماء النيل، فكان يسقي الإسكندرية، وبلاط مربوط، وكانت بلاد مربوط، في نهاية العمارة والجنان المتصلة بأرض برقة، وكانت السفن تجري في النيل وتتصل بأسواق الإسكندرية، وقد بلط أرض خليجها في المدينة بالأحجار والمرمر وانقطع الماء عنها لعوارض سدّت خليجها، ومنعت الناس دخوله، فصار شربهم من الآبار، وصار النيل على يوم منهم.

وذكر المسبحيّ: أن الحاكم بأمر الله، أبا منصور بن العزيز، أطلق لحفر خليج الإسكندرية في سنة أربع وأربعمائة، خمسة عشر ألف دينار، فحفر كله، وفي سنة اثنتين وستين وستمائة، بعث الملك الظاهر بيبرس، الأمير عليا أمير جاندار لحفر خليج الإسكندرية، وقد امتلأت فوهته بالطين، وقلّ الماء في الإسكندرية فابتدأ بالحفر من التعيدي، وأنشأ هناك مسجدا وتولى مباشرة هذا الحفر، المعلم تعاسيف، ناظر الدواوين، ثم بعث السلطان في سنة أربع وستين وستمائة لحفر هذا الخليج، الأمير علم الدين سنجر

<<  <  ج: ص:  >  >>