للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها منذ خمسة أيام، فوجدت لها ما للرجال وما للنساء! فبعث إليها القاضي امرأة لتشرف عليها، فأخبرت أن لها فوق القبل: ذكرا بخصيتين، والفرج تحتها، والذكر أقلف، وإنها رائعة الحسن، فطلقها الزوج.

قال أبو عمرو الكنديّ: حدّثني أبو نصر أحمد بن عليّ، قال: حدّثني يس بن عبد الأحد قال: سمعت أبي يقول: لما دخل عبد الله بن طاهر مصر كنت فيمن دخل عليه، فقال: حدّثنا عبد الله بن لهيعة عن أبي قبيل عن سبيع، قال: يا أهل مصر كيف بكم إذا كان في بلدكم فتن، فوليكم فيها الأعرج، ثم الأصفر، ثم الأمرد، ثم يأتي رجل من ولد الحسين لا يدفع، ولا يمنع تبلغ راياته البحر الأخضر، يملأها عدلا، فقلت: كان ذلك، كانت الفتنة، فوليها السريّ وهو الأعرج، والأصفر ابنه أبو النصر، والأمرد عبيد الله بن السريّ، وأنت عبد الله بن طاهر بن الحسين، ثم إن عبد الله بن طاهر سار إلى الإسكندرية، وأصلح أمرها، وأخرج ابن الجرويّ إلى العراق، ثم قدم بالأفشين إلى مصر في ذي الحجة سنة خمس عشرة، وقد أمر الأفشين أن يطالبه بالأموال التي عنده، فإن دفعها إليه وإلا قتله، فطالبه، فلم يدفع إليه شيئا، فقدّمه بعد الأضحى بثلاث فقتله.

وفي جمادى الآخرة سنة تسع عشرة ومائتين، ثار يحيى بن الوزير في تنيس، فخرج إليه المظفر بن كندر أمير مصر، فقاتله في بحيرة تنيس، وأسره وتفرّق عنه أصحابه.

وفي سنة تسع وثلاثين ومائتين، أمر المتوكل ببناء حصن على البحر بتنيس، فتولى عمارته، عنبسة بن إسحاق أمير مصر، وأنفق فيه وفي حصن دمياط والفرما مالا عظيما.

وفي سنة تسع وأربعين ومائتين عذبت بحيرة تنيس صيفا وشتاء، ثم عادت ملحا صيفا وشتاء، وكانت قبل ذلك تقيم ستة أشهر عذبة وستة أشهر مالحة.

وفي سنة ثمان وأربعين وثلثمائة، وصلت مراكب من صقلية، فنهبوا مدينة تنيس. وفي سنة ثمان وسبعين وثلثمائة، صيد بأشتوم تنيس حوت طوله ثمانية وعشرون ذراعا ونصف من ذلك، طول رأسه، تسعة أذرع، ودائر بطنه مع ظهره، خمسة عشر ذراعا، وفتحة فمه، تسعة وعشرون شبرا، وعرض ذنبه، خمسة أذرع ونصف، وله يدان يجذف بهما طول كل يد، ثلاثة أذرع، وهو أملس أغبر غليظ الجلد مخطط البطن ببياض وسواد ولسانه أحمر، وفيه خمل كالريش طوله نحو الذراع يعمل منه أمساط شبه الذبل، وله عينان كعيني البقر.

فأمر أمير تنيس أبو إسحاق بن لوبة به فشق بطنه، وملح بمائة أردب ملح ورفع فكه الأعلى بعود خشب طويل، وكان الرجل يدخل إلى جوفه بقفاف الملح، وهو قائم غير منحن وحمل إلى القصر حتى رآه العزيز بالله. وفي ليلة الجمعة ثامن عشر ربيع الأوّل سنة تسع وسبعين وثلثمائة، شاهد أهل تنيس، تسعة أعمدة من نار تلتهب في آفاق السماء من ناحية الشمال، فخرج الناس إلى ظاهر البلد يدعون الله تعالى، حتى أصبحوا فخبت تلك النيران، وفيها صيد

<<  <  ج: ص:  >  >>