بلدك ملكا على ما أنت عليه في البجة، وعلى أن تؤدّي إليه الخراج في كل عام على ما كان عليه سلف البجة، وذلك مائة من الإبل، أو ثلثمائة دينار وازنة داخلة في بيت المال، والخيار في ذلك لأمير المؤمنين ولولاته، وليس لك أن تخرم شيئا عليك من الخراج، وعلى أنّ كل أحد منكم إن ذكر محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كتاب الله أو دينه بما لا ينبغي أن يذكره به، أو قتل أحدا من المسلمين حرّا أو عبدا، فقد برئت منه الذمّة، ذمّة الله وذمّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذمّة أمير المؤمنين، أعزه الله، وذمة جماعة المسلمين، وحلّ دمه كما يحلّ دم أهل الحرب وذراريهم، وعلى أنّ أحدا منكم إن أعان المحاربين على أهل الإسلام بمال أو دلّه على عورة من عورات المسلمين، أو أثر لعزتهم فقد نقض ذمّة عهده وحلّ دمه، وعلى أنّ أحدا منكم إن قتل أحدا من المسلمين عمدا أو سهوا أو خطأ حرّا أو عبدا أو أحدا من أهل ذمة المسلمين أو أصاب لأحد من المسلمين أو أهل ذمّتهم ما لا ببلد البجة، أو ببلاد الإسلام أو ببلاد النوبة أو في شيء من البلدان برّا أو بحرا، فعليه في قتل المسلم عشر ديات، وفي قتل العبد المسلم عشر قيم، وفي قتل الذميّ عشر ديات من دياتهم، وفي كل مال أصبتموه للمسلمين، وأهل الذمّة عشرة أضعافه، وإن دخل أحد من المسلمين بلاد البجة تاجرا أو مقيما أو مجتازا أو حاجا فهو آمن فيكم كأحدكم حتى يخرج من بلادكم، ولا تؤوا أحدا من آبقي المسلمين، فإن أتاكم آت فعليكم أن تردّوه إلى المسلمين، وعلى أن تردوا أموال المسلمين إذا صارت في بلادكم بلا مؤنة تلزمهم في ذلك، وعلى أنكم إن نزلتم ريف صعيد مصر لتجارة أو مجتازين لا تظهرون سلاحا، ولا تدخلون المدائن والقرى بحال، ولا تمنعوا أحدا من المسلمين الدخول في بلادكم والتجارة فيها برّا ولا بحرا، ولا تخيفوا السبيل، ولا تقطعوا الطريق على أحد من المسلمين، ولا أهل الذمّة، ولا تسرقوا لمسلم ولا ذميّ مالا وعلى أن لا تهدموا شيئا من المساجد التي ابتناها المسلمون، بصيحة وهجر، وسائر بلادكم طولا وعرضا فإن فعلتم ذلك، فلا عهد لكم ولا ذمّة.
وعلى أن كنون بن عبد العزيز، يقيم بريف صعيد مصر وكيلا يفي للمسلمين بما شرط لهم من دفع الخراج، وردّ ما أصابه البجة للمسلمين من دم ومال، وعلى أن أحدا من البجة لا يعترض حدّ القصر إلى قرية يقال لها قبان، من بلد النوبة حدّا لا عمدة عقد، عبد الله بن الجهم، مولى أمير المؤمنين لكنون بن عبد العزيز، كبير البجة الأمان على ما سمينا وشرطنا في كتابنا هذا، وعلى أن يوافي به أمير المؤمنين فإن زاغ كنون أو عاث فلا عهد له، ولا ذمّة، وعلى كنون أن يدخل عمال أمير المؤمنين بلاد البجة، لقبض صدقات من أسلم من البجة، وعلى كنون الوفاء بما شرط، لعبد الله بن الجهم، وأخذ بذلك عهد الله عليه بأعظم ما أخذ على خلقه من الوفاء والميثاق.
ولكنون بن عبد العزيز، ولجميع البجة: عهد الله وميثاقه وذمّة أمير المؤمنين، وذمّة الأمير، أبي إسحاق بن أمير المؤمنين الرشيد، وذمّة عبد الله بن الجهم، وذمّة المسلمين