غروبها، فيصلون لزحل يوم السبت، وللمشتري يوم الأحد، وللمريخ يوم الاثنين، وللشمس يوم الثلاثاء، وللزهرة يوم الأربعاء، ولعطارد يوم الخميس، وللقمر يوم الجمعة.
ويقال: إنه كان ببلخ «١» هيكل بناه: بنو حمير على اسم القمر لتعارض به الكعبة، فكانت الفرس تحجه وتكسوه الحرير، وكان اسمه: نوبهر، فلما تمجست الفرس، عملته بيت نار، وقيل للموكل بسدانته: برمك، يعني والي مكة، وانتهت البرمكة إلى جد خالد جدّ جعفر بن يحيى بن خالد، فأسلم على يد هشام بن عبد الملك، وسماه عبد الله، وخرّب هذا الهيكل، قيس بن الهيثم في أوّل خلافة معاوية سنة إحدى وأربعين، وكان بناء عظيما حوله أروقة وثلثمائة وستون مقصورة لسكن خدّامه.
وكان بصنعاء، قصر غمدان من بناء الضحاك، وكان هيكل الزهرة، وهدم في خلافة عثمان بن عفان.
وكان بالأندلس: في الجبل الفارق بين جزيرة الأندلس، والأرض الكبيرة، هيكل المشتري من بناء كلوبطرة بنت بطليموس.
وكان بفرعانة «٢» بيت يقال له: كلوسان هيكل للشمس، بناه بعض ملوك الفرس، الأول خرّبه المعتصم، وقد اختلف فيمن بنى هيكل عين شمس، وسأقص من أخباره ما لم أره مجموعا في كتاب.
قال ابن وصيف شاه: وقد كان الملك، منقاوس إذا ركب، عملوا بين يديه التخاييل العجيبة، فيجتمع الناس، ويعجبون من أعمالهم، وأمر أن يبنى له هيكل للعبادة يكون له خصوصا، ويجعل فيه قبة فيها صورة الشمس والكواكب، وجعل حولها أصناما، وعجائب، فكان الملك يركب إليه ويقيم فيه سبعة أيام، وجعل فيه عمودين زبر عليهما تاريخ الوقت الذي عمله فيه، وهما باقيان إلى اليوم، وهو الموضع الذي يقال له عين شمس، ونقل إلى عين شمس كنوزا وجواهر وطلسمات وعقاقير وعجائب، ودفنها بها وبنواحيها، وأقام ملكا بإحدى وتسعين سنة، ومات من الطاعون، وقيل: من سمّ، وعمل له ناوس في صحراء الغرب، وقيل: في غربيّ قوص، ودفن معه مصاحف الحكمة والصنعة، وتماثيل الذهب والجوهر، ومن الذهب المضروب شيء كثير، ودفن معه تمثال روحانيّ الشمس من ذهب يلمع، وله جناحان من زبرجد، وصنم على صورة امرأته، وكان يحبها.
فلما ماتت، أمر أن تعمل صورتها في الهياكل كلها، وعمل صورتها من ذهب بذؤابتين