للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونظرنا إلى الحروف المقطعة في أوائل السور وجدناها أربعة عشر حرفا يجمعها قولك. (ألم يسطع نص حق كره) . ثم تأخذ العدد على حساب أبي جاد، فيجيء تسعمائة وثلاثة، ولم يسمّ الله تعالى أوائل السور إلا هذه الحروف، فليس يبعد أن يكون من بعض مقتضياتها، وبعض فوائدها الإشارة إلى هذا العدد من السنين لما قدّمناه من حديث الألف السابع الذي بعث عليه السلام فيه غير أن الحساب يحتمل أن يكون من مبعثه أو من وفاته أو من هجرته وكل قريب بعضه من بعض، فقد جاء أشراطها، ولكن لا تأتيكم إلا بغتة، وقد روى أنه عليه السلام قال: «إن أحسنت أمّتي فبقاؤها يوم من أيام الآخرة» وذلك ألف سنة، وإن أساءت فنصف يوم. ففي الحديث تتميم للحديث المتقدّم، وبيان له، إذ قد نقضت الخمسمائة والأمة باقية، وقال شادان البلخيّ المنجم: مدّة ملة الإسلام ثلثمائة وعشرين سنين، وقد ظهر كذب قوله ولله الحمد، وقال أبو معشر: يظهر بعد المائة والخمسين من سني الهجرة اختلاف كثير.

وقال حراس: إنّ المنجمين أخبروا كسرى أنوشروان بتملك العرب، وظهور النبوّة فيهم، وأنّ دليلهم الزهرة، وهي في شرفها، والزهرة دليل العرب، فتكون مدّة ملك نبوّتهم ألفا وستين سنة، ولأنّ طالع القرآن الدال على ذلك برج الميزان والزهرة صاحبته في شرفها، قال: وسأل كسرى وزيره بزرجمهر عن ذلك، فأعلمه أن الملك يخرج من فارس، وينتقل إلى العرب، وتكون ولادة القائم بإمرة العرب لخمس وأربعين سنة من وقت القران، وأنّ العرب تملك المشرق والمغرب من أجل أن المشتري دليل فارس قد قبل تدبير الزهرة دليل العرب، والقران قد انتقل من المثلثة الهوائية إلى المثلثة المائية، وإلى برج العقرب منها، وهو دليل العرب أيضا، وهذه الأدلة تقتضي بقاء الملة الإسلامية بقدر دور الزهرة، وهو ألف وستون سنة شمسية.

وقال نفيل الروميّ: وكان في أيام بني أمية تبقى ملة الإسلام، بقدر مدّة القران الكبيرة، وهي تسعمائة وستون سنة شمسية، فإذا عاد القران بعد هذه المدة إلى برج العقرب كما كان في ابتداء الملة، وتغير وضع تشكيل الفلك عن هيئته في الابتداء، فحينئذ يفتر العمل، ويتجدّد ما يوجب خلاف الظنّ.

قال: واتفقوا على أنّ خراب العالم يكون باستيلاء الماء والنار حتى تهلك المكوّنات بأسرها، وذلك إذا قطع قلب الأسد أربعا وعشرين درجة من برج الأسد الذي هو حدّ المرّيخ بعد تسعمائة وستين سنة شمسية من قران الملة، ويقال: إنّ ملك رابلستان وهي عزبة بعث إلى عبد الله أمير المؤمنين المأمون بحكيم اسمه دوبان في جملة هدية، فأعجب به المأمون، وسأله عن مدّة ملك بني العباس، فأخبره بخروج الملك عن عقبه، واتصاله في عقب أخيه، وأنّ العجم تغلبهم على الخلافة، فيتغلب الديلم أوّلا ثم يسوء حالهم، حتى يظهر الترك من

<<  <  ج: ص:  >  >>