وسادسه يزرع السمسم، وثاني عشره يقلع الكتان، ورابع عشره يكون أوّل الأعجاز، ويطلع الفجر بالفرغ المقدّم «١» ، وفي سادس عشره تفتح الحيات أعينها، وفي سابع عشره تنقل الشمس إلى برج الحمل، وهو أوّل فصل الربيع، ورأس سنة الجند، ورأس سنة العالم، وفي العشرين منه يكون آخر الإعجاز، وثاني عشريه نتاج الخيل المحمودة وثالث عشريه يظهر الذباب الأزرق، وخامس عشريه تظهر هوام الأرض، وسابع عشريه يطلع الفجر بالفرغ المؤخر «٢» ، وفي آخره يتفرّق السحاب.
وفي هذا الشهر تجري المراكب السفرية في البحر الملح إلى ديار مصر من المغرب والروم، ويهتم فيه بتجريد الأجناد إلى الثغور كالإسكندرية ودمياط وتنيس ورشيد، وفيه كانت تجهز الأساطيل، ومراكب الشواني لحفظ الثغور، وفيه زرع المقائي والصيفيّ، ويدرك الفول والعدس، ويقلع الكتان، وتزرع أقصاب السكر في الأرض المبروشة المختارة لذلك البعيدة العهد عن الزراعة، ويأخذ المقشرون في تنظيف الأرض المزروعة من القش في وقت الزراعة، ويأخذ القطاعون في قطع الزريعة، ويأخذ المزارعون في رمي قطع القصب، وفيه يؤخذ في تحصيل النطرون وحمله من وادي هبيت إلى الشونة السلطانية، وفيه يكون ريح الشمال أكثر الرياح هبوبا، وفيه تزهر الأشجار، وينعقد أكثر ثمارها، وفيه يكون اللبن الرائب أطيب منه في جميع الشهور التي يعمل فيها، وفي برمهات يطالب الناس بالربع الثاني، والثمن من الخراج.
برموده: في سادسه أوّل نيسان، وفي عاشره يطلع الفجر بالرشاء «٣» ، وفي ثاني عشره يقلع الفجل، وفي سابع عشره تحل الشمس أوّل برج الثور، وفي ثالث عشريه يطلع الفجر بالشرطين «٤» ، وهو رأس الحمل، وأوّل منازل القمر، وفيه ابتداء كسار الفول، وحصاد القمح، وهو ختام الزرع.
وفي هذا الشهر يهتم بقطع خشب السنط من الخراج الذي كان بمصر في القديم أيام الدولة الفاطمية والأيوبيّة، ويجرّ إلى السواحل لتيسر حمله في زمن النيل إلى ساحل مصر ليعمل شواني وأحطابا برسم الوقوع في المطابخ السلطانية، وفيه يكثر الورد، ويزرع الخيار شنبر والملوخيا والباذنجان، وفيه يقطف أوائل عسل النحل، وينفض بزر الكتان، وأحسن ما يكون الورد فيه من جميع زمانه، وفيه يظهر البطن الأوّل من الجميز، وفيه تقع المساحة على أهل الأعمال، ويطالب الناس بإغلاق نصف الخراج من سجلاتهم، ويحصد بدريّ الزرع.