للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حمار ميت، وأحرقه بالنار لأربع عشرة خلت من صفر سنة ثمان وثلاثين، فكانت ولايته خمسة أشهر.

ثم وليها: عمرو بن العاص: ولايته الثانية من قبل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، فاستقبل بولايته شهر ربيع الأوّل سنة ثمان وثلاثين، وجعل إليه الصلاة والخراج جميعا، وجعلت مصر له طعمة بعد عطاء جندها، والنفقة في مصلحتها، ثم خرج عمرو للحكومة، واستخلف على مصر ابنه عبد الله، وقيل: بل خارجة بن حذافة، ورجع إلى مصر، وتعاقد بنو لخم عبد الرحمن وقيس ويزيد على قتل عليّ ومعاوية وعمرو، وتواعدوا ليلة من رمضان سنة أربعين، فمضى كل منهم إلى صاحبه، وكان يزيد هو صاحب عمرو، فعرضت لعمرو علة منعته من حضور المسجد، فصلى خارجة بالناس، فشدّ عليه يزيد فضربه، حتى قتله، فدخل به على عمرو، فقال: أما والله ما أردت غيرك يا عمرو، قال عمرو: ولكن الله أراد خارجة، ولله در القائل:

وليتها إذ فدت عمرا بخارجة ... فدت عليا بمن شاءت من البشر

وعقد عمرو لشريك بن سميّ على غزو لواتة «١» من البربر، فغزاهم في سنة أربعين، وصالحهم ثم انتقضوا، فبعث إليهم عقبة بن نافع في سنة إحدى وأربعين، فغزاهم حتى هزمهم، وعقد لعقبة أيضا على غزوة هوّارة، وعقد لشريك بن سميّ: على غزوة لبدة «٢» ، فغزواهما في سنة ثلاث وأربعين، فقفلا، وعمرو شديد الدنف «٣» في مرض موته، وتوفي ليلة الفطر، فغسله عبد الله بن عمرو، وأخرجه إلى المصلى وصلى عليه، فلم يبق أحد شهد العيد إلّا صلى عليه، ثم صلى بالناس صلاة العيد، وكان أبوه استخلفه، وخلف عمرو بن العاص سبعين بهارا دنانير، والبهار: جلد ثور، ومبلغه أردبان بالمصريّ، فلما حضرته الوفاة أخرجه، وقال: من يأخذه بما فيه، فأبى ولده أخذه، وقالا: حتى تردّ إلى كل ذي حق حقه، فقال: والله ما أجمع بين اثنين منهم، فبلغ معاوية، فقال: نحن نأخذه بما فيه.

ثم وليها: عتبة بن أبي سفيان من قبل أخيه معاوية بن أبي سفيان على صلاتها، فقدم في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين، وأقام شهرا، ثم وفد على أخيه، واستخلف عبد الله بن قيس بن الحارث، وكان فيه شدّة، فكره الناس ولايته، وامتنعوا منها، فبلغ ذلك عتبة، فرجع إلى مصر، وصعد المنبر فقال: يا أهل مصر قد كنتم تعذرون ببعض المنع منكم لبعض الجور عليكم، وقد وليكم من إذا قال فعل، فإن أبيتم درأكم بيده، فإن أبيتم درأكم بسيفه، ثم رجا في الأمير ما أدرك في الأوّل أن البيعة شائعة لنا عليكم السمع، ولكم علينا العدل،

<<  <  ج: ص:  >  >>