فتشاءم الناس به، وهي أوّل شدّة رأوها بمصر، وكان يرتشي، ثم وفد على أخيه في صفر سنة ثمان وثمانين، واستخلف عبد الرحمن بن عمرو بن قحزم الخولانيّ، وأهل مصر في شدّة عظيمة، ورفع سقف المسجد الجامع في سنة تسع وثمانين، ثم صرف، فكانت ولايته ثلاث سنين وعشرة أشهر.
فولي: قرّة بن شريك «١» بن مرثد بن الحرث العبسيّ للوليد بن عبد الملك على صلات مصر وخراجها، فقدمها يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من ربيع الأوّل سنة تسعين، وخرج عبد الله بن عبد الملك من مصر بكل ما ملكه، فأحيط به في الأردن، وأخذ سائر ما معه، وحمل إلى أخيه، وأمر الوليد بهدم ما بناه عبد العزيز في المسجد، فهدم أوّل سنة اثنتين وتسعين، وبنى واستنبط قرّة بن شريك: بركة الحبش من الموات وأحياها، وغرس فيها القصب، فقيل لها: اصطبل قرّة، واصطبل القاش، ثم مات وهو وال ليلة الخميس لست بقين من ربيع الأوّل سنة ست وتسعين، واستخلف على الجند والخراج عبد الملك بن رفاعة، فكانت ولايته ست سنين وأياما.
ثم ولي: عبد الملك بن رفاعة بن خالد بن ثابت الفهميّ: من قبل الوليد بن عبد الملك على صلاتها، وتوفي الوليد، واستخلف سليمان بن عبد الملك، فأقرّ ابن رفاعة، وتوفي سليمان، وبويع عمر بن عبد العزيز، فعزل ابن رفاعة، فكانت ولايته ثلاث سنين.
ثم ولي: أيوب بن شرحبيل «٢» بن أكسوم بن أبرهة بن الصباح، من قبل عمر بن عبد العزيز على صلاتها في ربيع الأوّل سنة تسع وتسعين، فورد كتاب أمير المؤمنين:
عمر بن عبد العزيز بالزيادة في أعطيات الناس عامّة، وخمرت الخمر، وكسرت وعطلت حاناتها، وقسم للغارمين بخمسة وعشرين ألف دينار، ونزعت مواريث القبط عن الكور، واستعمل المسلمون عليها، ومنع الناس الحمامات، وتوفي عمر بن عبد العزيز، واستخلف يزيد بن عبد الملك، فأقرّ أيوب على الصلات إلى أن مات لإحدى عشرة، وقيل: لسبع عشرة خلت من رمضان سنة إحدى ومائة، فكانت ولايته سنتين ونصفا.
فولي: بشر بن صفوان «٣» الكلبيّ: من قبل يزيد بن عبد الملك قدمها لسبع عشرة خلت من رمضان سنة إحدى ومائة، وفي إمرته نزل الروم تنيس، ثم ولاه يزيد على إفريقية،