لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ست وتسعين، وأخرجوا جابر بن الأشعث، وكانت ولايته سنة.
فولي عباد بن محمد بن حيان أبو نصر من قبل المأمون على الصلاة والخراج، لثمان خلون من رجب بكتاب هرثمة بن أعين، وكان وكيله على ضياعه بمصر في الثامن من رجب سنة ست وتسعين، فبلغ الأمين ما كان بمصر، فكتب إلى ربيعة بن قيس بن الزبير الجرشي رئيس قيس الحوف بولاية مصر، وكتب إلى جماعة بمعاونته، فقاموا ببيعة الأمين، وخلعوا المأمون، وساروا لمحاربة أهل الفسطاط، فخندق عباد، وكانت حروب، فقتل الأمين، وصرف عباد في صفر سنة ثمان وتسعين ومائة، فكانت ولايته سنة وسبعة أشهر.
فولي المطلب بن عبد الله بن مالك الخزاعيّ من قبل المأمون على الصلاة والخراج، فدخل من مكة للنصف من ربيع الأوّل، فكانت في أيامه حروب، وصرف في شوّال بعد سبعة أشهر.
فولي العباس بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن عباس من قبل المأمون على الصلاة والخراج، فقدم ابنه عبد الله، ومعه الحسين بن عبيد بن لوط الأنصاريّ في آخر شوّال، فسجنا المطلب، فثار الجند مرارا، فمنعهم الأنصاريّ أعطياتهم وتهدّدهم، وتحامل على الرعية وعسفها، وتهدّد الجميع، فثاروا، وأخرجوا المطلب من الحبس، وأقاموه لأربع عشرة خلت من المحرّم سنة تسع وتسعين ومائة، وأقبل العباس، فنزل بلبيس، ودعا قيسا إلى نصرته، ومضى إلى الجرويّ بتنيس، ثم عاد فمات في بلبيس لثلاث عشرة بقيت من جمادى الآخرة، ويقال: إن المطلب دسّ إليه سما في طعامه فمات منه، وكانت حروب وفتن، فكانت ولاية المطلب هذه سنة وثمانية أشهر.
ثم ولي السري بن الحكم بن يوسف من قوم الزط ومن أهل بلخ بإجماع الجند عليه عند قيامه على المطلب في مستهلّ رمضان سنة مائتين.
ثم ولي سليمان بن غالب بن جبريل البجليّ على الصلاة والخراج بمبايعة الجند له لأربع خلون من ربيع الأوّل سنة إحدى ومائتين، فكانت حروب، ثم صرف بعد خمسة أشهر.
وأعيد السري بن الحكم ثانيا من قبل المأمون على الصلاة والخراج، فذمّت ولايته، وأخرجه الجند من الحبس لثنتي عشرة خلت من شعبان، وتتبع من حاربه، وقوي أمره ومات، وهو وال لانسلاخ جمادى الأولى سنة خمس ومائتين، فكانت ولايته هذه ثلاث سنين وتسعة أشهر وثمانية عشر يوما.
فولي ابنه محمد بن السريّ أبو نصر أوّل جمادى الآخرة على الصلاة والخراج، وكان