كتاب المتوكل والمنتصر بإخراج الطالبيين من مصر إلى العراق، فأخرجوا، ومات إسحاق بعد عزله أوّل ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين ومائتين.
فولي خوط عبد الواحد بن يحيى بن منصور بن طلحة بن زريق من قبل المنتصر على الصلاة والخراج، فقدم لتسع بقين من ذي القعدة سنة ست وثلاثين ومائتين، وصرف عن الخراج لتسع خلون من صفر سنة سبع وثلاثين، وأقرّ على الصلاة، ثم صرف سلخ صفر سنة ثمان وثلاثين بخليفته عنبسة على الصلاة والشركة في الخراج مستهل ربيع الأوّل.
فولي عنبسة بن إسحاق «١» بن شمر عبس أبو جابر من قبل المنتصر على الصلاة، وشريكا لأحمد بن خالد الضريقسيّ صاحب الخراج، فقدم لخمس خلون من ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ومائتين وأخذ العمال بردّ المظالم، وأقامهم للناس، وأنصف منهم، وأظهر من العدل ما لم يسمع بمثله في زمانه، وكان يروح ماشيا إلى المسجد الجامع من العسكر، وكان ينادي في شهر رمضان السحور، وكان يرمى بمذهب الخوارج، وفي ولايته نزل الروم دمياط، وملكوها وما فيها، وقتلوا بها جمعا كثيرا من الناس وسبوا النساء والأطفال، فنفر إليهم يوم النحر من سنة ثمان وثلاثين في جيشه، وكثير من الناس، فلم يدركهم، وأضيف له الخراج مع الصلاة، ثم صرف عن الخراج أوّل جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين، وأفرد بالصلاة، وورد الكتاب بالدعاء للفتح بن خاقان «٢» في ربيع الأوّل سنة اثنتين وأربعين، فدعا له، وعنبسة هذا آخر من ولي مصر من العرب، وآخر أمير صلى بالناس في المسجد الجامع، وصرف أوّل رجب منها، فقدم العباس بن عبد الله بن دينار خليفة يزيد بن عبد الله بولاية يزيد، وكانت ولاية عنبسة أربع سنين، وأربعة أشهر، وخرج إلى العراق في رمضان سنة أربع وأربعين.
فولي يزيد بن عبد الله بن دينار أبو خالد من الموالي، ولاه: المنتصر على الصلاة، فقدم لعشر بقين من رجب سنة اثنتين وأربعين، فأخرج المؤنثين من مصر، وضربهم وطاف بهم، ومنع من النداء على الجنائز، وضرب فيه، وخرج إلى دمياط مرابطا في المحرّم سنة خمس وأربعين ورجع في ربيع الأوّل، فبلغه نزول الروم الفرما، فرجع إليها، فلم يلقهم، وعطل الرهان وباع الخيل التي تتخذ للسلطان، فلم تجر إلى سنة تسع وأربعين، وتتبّع الروافض، وحملهم إلى العراق، وبنى مقياس النيل في سنة سبع وأربعين، وجرت على