للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عضادتي الباب من تلك الأرحية واحدة فوق أخرى، فسمي: باب الذهب.

جلوس الخليفة في الموالد بالمنظرة علو باب الذهب: قال ابن المأمون في أخبار سنة ست عشرة وخمسمائة: وفي الثاني عشر من المحرّم، كان المولد الآمريّ، واتفق كونه في هذا الشهر يوم الخميس، وكان قد تقرّر أن يعمل أربعون صينية خشكنانج، وحلوى وكعك، وأطلق برسم المشاهد المحتوية على الضرائح الشريفة لكل مشهد سكر وعسل ولوز ودقيق وشيرج، وتقدّم بأن يعمل خمسمائة رطل حلوى، وتفرّق على المتصدّرين، والقرّاء والفقراء للمتصدّرين، ومن معهم في صحون، وللفقراء على أرغفة السميذ، ثم حضر في الليلة المذكورة القاضي والداعي، والشهود، وجميع المتصدّرين وقرّاء الحضرة، وفتحت الطاقات التي قبليّ باب الذهب، وجلس الخليفة وسلموا عليه، ثم خرج متولي بيت المال بصندوق مختوم، ضمنه عينا مائة دينار، وألف وثمانمائة وعشرون درهما برسم أهل القرافة، وساكنيها وغيرهم، وفرّقت الصواني بعد ما حمل منها للخاص، وزمام القصر ومتولي الدفتر خاصة وإلى دار الوزارة، والأجلاء الأخوة، والأولاد، وكاتب الدست، ومتولي حجبة الباب، والقاضي والداعي، ومفتي الدولة ومتولي دار العلم، والمقرئين الخاص، وأئمة الجوامع بالقاهرة ومصر، وبقية الأشراف.

قال: وخرج الآمر، يعني في سنة سبع عشرة وخمسمائة بإطلاق ما يخص المولد الآمريّ برسم المشاهد الشريفة من سكر وعسل وشيرج ودقيق، وما يصنع مما يفرّق على المساكين بالجامعين الأزهر بالقاهرة، والعتيق بمصر، وبالقرافة خمسة قناطير حلوى وألف رطل دقيق، وما يعمل بدار الفطرة، ويحمل للأعيان، والمستخدمين من بعد القصور، والدار المأمونية صينية خشكنانج، وحضر القاضي والداعي، والمستخدمون بدار العيد، والشهود في عشية اليوم المذكور، وقطع سلوك الطريق بين القصرين، وجلس الخليفة في المنظرة، وقبلوا الأرض بين يديه، والمقرئون الخاص جميعهم يقرءون القرآن وتقدّم الخطيب، وخطب خطبة وسع القول فيها، وذكر الخليفة والوزير، ثم حضر من أنشد، وذكر فضيلة الشهر والمولود فيه، ثم خرج متولي بيت المال، ومعه صندوق من مال النجاوي خاصة مما يفرّق على الحكم المتقدّم ذكره. قال: واستهلّ ربيع الأوّل، ونبدأ بما شرّف به الشهر المذكور، وهو ذكر مولد سيد الأوّلين والآخرين محمد صلّى الله عليه وسلّم لثلاث عشرة منه، وأطلق ما هو برسم الصدقات من مال النجاوي خاصة ستة آلاف درهم، ومن الأصناف من دار الفطرة أربعون صينية فطرة، ومن الخزائن برسم المتولين، والسدنة للمشاهد الشريفة التي بين الجبل والقرافة التي فيها أعضاء آل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولوز عسل، وشيرج لكل مشهد، وما يتولى تفرقته: سنا الملك ابن ميسر أربعمائة رطل حلاوة، وألف رطل خبز.

قال: وكان الأفضل بن أمير الجيوش قد أبطل أمر الوالد الأربعة: النبويّ، والعلويّ،

<<  <  ج: ص:  >  >>