ناظر الخاص، وعاقبه بين يديه، ثم صار يتردّد بعد ذلك إلى مجلسه، وهلك في واقعة تيمور لنك بدمشق في شعبان سنة ثلاث وثمانمائة بعد ما احترق بالنار لما احترقت دمشق وأكل الكلاب بعضه.
درب مشترك: هذا الدرب يقرب من درب العدّاس تجاه الخط الذي كان يعرف بالمساطح، وفيه الآن سوق الجواري، عرف أوّلا بدرب الأخناي قاضي القضاة برهان الدين المالكيّ، فإنه كان يسكن فيه، ثم هو الآن يقال له درب مشتكر وهذه كلمة تركية أصلها بلسانهم أج ترك بضم الهمزة وأشمامها، ثم جيم بين الجيم والشين ومعنى ذلك ثلاث وترك بتاء مثناة من فوق ثم راء مهملة وكاف. ومعناها النخل، ومعنى هذا الاسم ثلاث نخيل، وعرّبته العامّة فقالت مشترك وهو مشترك السلاح دار الظاهر برقوق، فإنه سكن بها ومات في سنة ٨٠١ «١» .
درب العداس: هذا الدرب فيما بين دار الديباج والوزيرية، عرف بعليّ بن عمر العدّاس صاحب سقيفة العدّاس.
درب كاتب سيدي: هذا الدرب من جملة خط الملحيين، كان يعرف بدرب تقيّ الدين الأطرباني أحد موقعي الحكم عند قاضي القضاة تقيّ الدين الأخناوي ثم عرف بالوزير لصاحب علم الدين عبد الوهاب القبطيّ الشهير بكاتب سيدي.
الوزير كاتب سيدي: تسمى لما أسلم بعبد الوهاب بن القسيس، وتلقّب علم الدين، وعرف بين الكتاب الأقباط بكاتب سيدي وترقى في الخدم الديوانية حتى ولي ديوان المرتجع، وتخصص بالوزير الصاحب شمس الدين إبراهيم كاتب أرلان، فلما أشرف من مرضه على الموت عين للوزارة من بعده علم الدين هذا فولاه الملك الظاهر وظيفة الوزارة بعد موت الوزير شمس الدين في سادس عشري شعبان سنة تسع وثمانين وسبعمائة. فباشر الوزارة إلى يوم السبت رابع عشري رمضان سنة تسعين وسبعمائة، ثم قبض عليه وأقيم في منصب الوزارة بدله الوزير الصاحب كريم الدين بن الغنام وسلمه إليه وكان قد أراد مصادرة كريم الدين فاتفق استقراره في الوزارة وتمكنه منه، فألزمه بحمل مال قرّره عليه. فيقال أنه حمل في هذا اليوم ثلثمائة ألف درهم عنها إذ ذاك نحو العشرة آلاف مثقال ذهبا، ومات بعد ذلك من هذه السنة. وكان كاتبا بليغا كتب بيده بضعا وأربعين رزمة من الورق، وكانت أيامه ساكنة والأحوال متمشية وفيه لين.
درب مخلص: هذا الدرب بحارة زويلة، عرف بمخلص الدولة أبي الحيا مطرف المستنصري، ثم عرف بدرب الرايض وهو الأمير طراز الدولة الرايض باصطبل الخلافة.