هذا. فقال حسين: اكتم هذا عن الناس. وأخذ حسين في الاهتمام بأمره، ووطأ أنه يريد التوجه إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان قد أحسن إلى أهلها وحمل إليها مالا وقماشا وأودعه عند من يثق به، هذا وأمر شاور يقوى ويتزايد ويصل الأرجاف به إلى أن قرب من القاهرة، فصاح الصائح في بني رزبك وكانوا أكثر من ثلاثة آلاف فارس، فأوّل من نجا بنفسه حسين، وسار فسأل عنه رزبك فقالوا: خرج. فانقطع قلبه لأن حسينا كان مذكورا بالشجاعة مشهورا بها، وله تقدّم في الدولة ومكانة وممارسة للحروب وخبرة بها، ولم يثبت بعد خروج حسين بل انهزم إلى ظاهر اطفيح فقبض عليه ابن النيض مقدّم العرب وأحضره إلى شاور فحبسه، وصدقت رؤياه ومات حسين في سنة «١»
خوخة الحلبي: هذه الخوخة في آخر اصطبل الطارمة بجوار حمّام الأمير علم الدين سنجر الحلبيّ وفي ظهر داره.
سنجر الحلبيّ: أحد المماليك الصالحية، ترقّى في الخدم إلى أن ولّاه الملك المظفر سيف الدين قطز نيابة دمشق، فلما قتل قطز على عين جالوت وقام من بعده في السلطنة بالديار المصرية الملك الظاهر بيبرس، ثار سنجر بدمشق في سنة ثمان وخمسين وستمائة ودعا إلى نفسه، وتلقب بالملك المجاهد، وبقي أشهرا والملك الظاهر يكاتب أمراء دمشق إلى أن خامروا على سنجر وحاصروه بقلعة دمشق أياما، فلما خشي أن يقبض عليه فرّ من القلعة إلى بعلبك، فجهز إليه الظاهر الأمير علاء الدين طيبرس الوزيري وما زال يحاصره حتى أخذه أسيرا، وبعث به إلى الديار المصرية، فاعتقله الظاهر وما زال في الاعتقال من سنة تسع وخمسين إلى سنة تسع وثمانين وسبعمائة، مدّة تنيف على ثلاثين سنة، مدّة أيام الملك الظاهر وولديه وأيام الملك المنصور قلاوون، فلما ولي الملك الأشرف خليل بن قلاوون أخرجه من السجن وخلع عليه وجعله أحد الأمراء الأكابر على عادته، فلم يزل أميرا بمصر إلى أن مات على فراشه في سنة اثنين وتسعين وسبعمائة، وقد جاوز تسعين سنة، وانحنى ظهره وتقوّس.
خوخة الجوهرة: هذه الخوخة بآخر حارة زويلة، عرفت اليوم بخوخة الوالي لقربها من دار الأمير علاء الدين الكورانيّ والي القاهرة، وكان من خير الولاة يحفظ كتاب الحاوي في الفقه على مذهب الإمام الشافعيّ رضي الله عنه، وأقام في ولاية القاهرة من محرّم سنة تسع وأربعين وسبعمائة بعد استدمر القلنجيّ وإلى القاهرة إلى «٢»
خوخة مصطفى: هذه الخوخة بآخر زقاق الكنيسة من حارة زويلة، يخرج منها إلى القبو الذي عند حمّام طاب الزمان المسلوك منه إلى قبو منظرة اللؤلؤة على الخليج، عرفت