بالأمير فارس المسكين مصطفى أحد أمراء بني أيوب الملوك، وهو أيضا صاحب هذا الحمّام.
خوخة ابن المأمون: هذه الخوخة في حارة زويلة بالدرب الذي بقرب حمام الكوبك، ويقال لهذه الخوخة اليوم باب حارة زويلة، وأصلها خوخة في درب ابن المأمون البطائحي.
خوخة كوتية أق سنقر: هذه الخوخة في الزقاق الذي يظهر المدرسة الفهرية بآخر سويقة الصاحب، كان يسلك منها إلى الخليج من جوار باب الذهب، وموضعها بحذاء بيت القاضي أمين الدين ناظر الدولة، ولم تزل إلى أن بنى المهتار عبد الرحمن البابا داره بجوارها في سني بضع وتسعين وسبعمائة، فسدّها، وعرفت هذه الخوخة أخيرا بخوخة المسيري، وهو قمر الدين بن السعيد المسيري.
خوخة أمير حسين: هذه الخوخة من جملة الوزيرية، يخرج منها إلى تجاه قنطرة أمير حسين، فتحها الأمير شرف الدين حسين بن أبي بكر بن إسماعيل بن حيدرة بيك الرومي حين بنى القنطرة على الخليج الكبير، وأنشأ الجامع بحكر جوهر التوبي. وجرى في فتح هذه الخوخة أمر لا بأس بإيراده: وهو أن الأمير حسين قصد أن يفتح في السور خوخة لتمرّ الناس من أهل القاهرة فيها إلى شارع بين السورين ليعمر جامعه، فمنعه الأمير علم الدين سنجر الخازن وإلي القاهرة من ذلك إلّا بمشاورة السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، وكان للأمير حسين إقدام على السلطان، وله به مؤانسة، فعرّفه أنه أنشأ جامعا، وسأله أن يفسح له في فتح مكان من السور ليصير طريقا نافذا يمرّ فيه الناس من القاهرة ويخرجون إليه، فأذن له في ذلك وسمح به، فنزل إلى السور وخرق منه قدر باب كبير ودهن عليه رنكه بعد ما ركب هناك بابا ومرّ الناس منه، واتفق أنه اجتمع بالخازن والي القاهرة وقال له على سبيل المداعبة: كم كنت تقول ما أخليك تفتح في السور بابا حتى تشاور السلطان، ها أنا قد شاورته وفتحت بابا على رغم أنفك، فحنق الخازن من هذا القول وصعد إلى القلعة ودخل على السلطان وقال: يا خوند أنت رسمت للأمير شرف الدين أن يفتح في السور بابا، وهو سور حصين على البلد. فقال السلطان: إنما شاورني أن يفتح خوخة لأجل حضور الناس للصلاة في جامعه. فقال الخازن: يا خوند ما فتح إلّا بابا يعادل باب زويلة، وعمل عليه رنكة، وقصد يعمل سلطانا على البارد، وما جرت عادة أحد بفتح سور البلد. فأثر هذا الكلام من الخازن في نفس السلطان أثرا قبيحا وغضب غضبا شديدا، وبعث إلى النائب وقد اشتدّ حنقه بأن يسفر حسين بن حيدر إلى دمشق، بحيث لا يبيت في المدينة، فخرج من يومه من البلد بسبب ما تقدّم ذكره.