فقد فتننى لمّا وردن خفيتنا ... وهنّ على ماء الحراضة أبعد
فو الله ما أدرى أطيحا تواعدوا ... ليتمّ ظم أم ماء حيدة أوردوا «١»
خفينن: قد تقدّم تحديده. والحراضة: أرض. ومعدن الحراضة: بين الحوراء وبين شغب وبدا. وينبع: من الحوراء قريب من طيح، وطيح: من أسافل ذى المروة. وذو المروة: بين ذو خشب ووادى القرى.
وفيف الرّيح: بين ديار عامر بن صعصعة وديار مذحج وخثعم، وفيه أغارت قبائل مذحج وخثعم ومراد وزبيد، ورئيسهم ذو الغصّة «٢» الحصين ابن يزيد الحارثى، على بنى عامر وهم منتجعون فيه، فأغنت يومئذ بنو عامر، ورئيسهم ملاعب الأسنّة، وفقئت عين عامر بن الطفيل، طعنه مسهر ابن يزيد الحارثىّ، فقال عامر:
لعمرى وما عمرى علىّ بهيّن ... لقد شان حرّ الوجه طعنة مسهر
وقال أبو عبيدة: كان يوم فيف الرّيح عند مبعث النبي صلى الله عليه وسلم.
وأدرك مسهر بن يزيد الإسلام، فأسلم، وفى ذلك اليوم يقول عامر أيضا:
وقد علم المزنوق أتى أكرّه ... عشيّة فيف الرّيح كرّ المشهّر
المزنوق: اسم فرسه. وهو يوم فيف الريح، ويوم الأجشر، ويوم بضيع،