قال: وأنا مذ نزل أمير المؤمنين هذا الموضع «١» ، لا أملك من أمر هذا الدير شيئا؛ يدخله الجند والشاكرية ويخرجون «٢» ؛ وغاية قدرتى أنى متوار فى قلّايتى.
فهمّ بضرب عنقه، وإخراب الدير؛ فكلمه صحبه إلى أن سكن غضبه؛ ثم بان بعد ذلك أن الذي كتب الأبيات رجل من بنى روح بن زنباع الجذامىّ، وأمه من موالى هشام بن عبد الملك.
دير زكى «٣»
بفتح الزاى، وتشديد الكاف، وإسكان الياء، اسم أعجمىّ. وهو دير على باب الرّها «٤» ، معروف، بإزائه تلّ يقال له: تلّ زفر؛ وهو زفر بن الحارث الكلابىّ، وفيه ضيعة يقال لها الصالحية، فيها بستان موصوف بالحسن «٥» ، وفيه سروتان قديمتان. وقد ذكره الشعراء، وذكروا بهجته «٦» ، وتشوّقوه.
وممن ذكره من الملوك الرشيد، فقال فى بعض غزواته، وكان خلّف جارية يحبها هنالك «٧» :
سلام على النازح المغترب ... تحية صبّ به مكتئب «٨»
غزال مراتعه بالبليخ «٩» ... إلى دير زكّى فقصر الخشب «١٠»