للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال عمر بن محمد: شربنا يوما فى هذا الدير ومعنا حسين «١» ، وبتنا فيه سكارى، فلما طلع الفجر أنشدنى «٢» فيه لنفسه:

آذنك الناقوس بالفجر ... وغرّد الراهب بالعمر

فحنّ مخمور إلى خمره ... وجادك الغيث على قدر

واطّردت عيناك فى روضة ... تضحك عن صفر وعن حمر

واستمتعت نفسك من شادن ... قد جاد بالبطن وبالظّهر

فعاط ندمانك حيريّة ... مزاجها معترف الغدر «٣»

على خزاماه وحوذانه ... ومشرق من حلل التّبر

يا حبّذا الصّحبة فى العمر ... وحبّذا نيسان من شهر

بحرمة الفصح وسلّافكم ... يا عاقد الزّنّار فى الخصر

لا تسقنى إن كنت بى عالما ... إلا التى أضمر فى سرّى

هات التى تعرف وجدى بها ... واكن بما شئت عن الخمر

قلّاية القس «٤»

بضم القاف، وتخفيف اللام وتشديدها أيضا. وهى على الحيرة. كان ينزلها قسّ، وكان أحسن الناس وجها، فعرفت به. وفيه يقول بعض الشعراء:

إنّ بالحيرة قسّا قد مجن ... فتن الرّهبان فيها «٥» وافتتن

هجر الإنجيل حبّا للصّبا ... ورأى الدنيا غرورا فركن