ثم دعوت العود، وغنّيت فيه صوتا «٤» حسنا، ولم أزل أكرره وأشرب على وجهها «٥» حتى سكرت.
فلما كان الغد دخلت على الرشيد وأنا ميت سكرا فاستخبرنى، فأخبرته بقصتى، فقال: طيب وحياتى! ودعا بالشراب، فشرب سائر يومه، فلما كان العشىّ قال: قم حتى أتنكّر وأدخل معك على صاحبتك، فأراها. فركب حمارا، وتلثم بردائه، فدخلنا، فرآها، وقال: مليحة والله! «٦» فامر فجىء بكأس، وأحضرت عودى، وغنّيته الصوت ثلاث مرات، وشرب ثلاثة أرطال وأمر لى بعشرة آلاف درهم؛ فقلت له: يا سيدى، فصاحبة القصة؟ فأمر لها بمثل ذلك؛ وأمر ألّا يؤخذ من مزارع ذلك «٧» الدير خراج، وأقطعهم إياه، وجعل عليه خراج عشرة دنانير فى كل سنة، تؤدّى عنه ببغداد، وانصرفنا.
دير قرّة «٨»
: سمّى برجل من إياد، يسمّى «٩» قرّة، وهو بإزاء دير الجماجم «١٠» . هذا فول ابن شبّة؛ وقال الأصبهانىّ: قرّة الذي بناه رجل من