بالباء، وهى مكّة، تبدل الميم من الباء؛ قال الله تعالى: إن أوّل بيت وضع للناس للذى ببكّة مباركا. وقال: ببطن مكّة. وقال عطيّة: بكّة:
موضع البيت، ومكّة: ما حواليه، وهو قول إبراهيم النّخعىّ. قال عكرمة:
بكّة: ما ولى البيت، ومكّة: ما وراء ذلك: وقال القتبىّ: قال أبو عبيدة: بكّة بالباء: اسم لبطن مكّة، كما فرّق بين الأيكة وليكة فى التنزيل، فقيل:
الأيكة: الغيضة، وليكة: البلد حولها؛ والذي عليه أهل اللّغة أن مكّة وبكة شىء واحد، كما يقال: سبد رأسه وسمّده، وضربة لازم ولازب. وقيل:
بل هما اسمان لمعنيين «٢» واقعان على شىء واحد، فاشتقاق مكّة لقلّة مائها، من قولهم امتكّ الفصيل ضرع أمّه إذا استخرج ما فيه. هذا قول ثعلب وابن دريد.
وقال المفضّل: سميت مكّة لأنّها تمكّ الذنوب، أى تستخرجها، وتذهب بها كلّها، من قولهم: مكّ الفصيل ضرع أمّه. قالوا: وسمّيت بكّة لأنّ الناس يتباكّون فيها، أى يزدحمون. وقال محمّد بن سهل: بكّة: اسم القرية، ومكّة:
منزل بأسفل «٣» ذى طوى، فيه أبيات.
ومن أسماء مكّة صلاح؛ قال «٤» محمّد بن عبد الواحد: والصّلح: إتيان صلاح؛ وأنشد:
وإتيانى صلاحا لى صلاح
وقال حرب بن أميّة لأبى مطر الحضرمىّ، يدعوه إلى حلفه ونزول مكّة: