هذا دير بنته هند بنت النّعمان، وهى هند التى تعرف بحرقة، ويقال:
حريقة «٣» . وهى التى دخلت على خالد بن الوليد لما افتتح الحيرة، فقال لها: أسلمى حتى أزوجك رجلا شريفا من المسلمين، قالت: أمّا الدين فلا رغبة لى «٤» عن دينى، ولا أبغى «٥» به بدلا؛ وأمّا التزويج، فلو كانت فىّ بقيّة لما رغبت فيه، فكيف وأنا عجوز هامة اليوم أو غد. قال «٦» : سلينى حاجة. قالت:«٧» هؤلاء النصارى الذين فى أيديكم تحفظونهم. قال «٨» :
هذا فرض علينا، وقد وصّانا به نبيّنا صلى الله عليه وسلم. قالت: مالى حاجة غير هذه. أنا ساكنة فى دير بنيته، ملاصق هذه الأعظم البالية من أهلى، حتى ألحق بهم.