قال أبو الفرج: حدثنى هاشم بن محمد، قال: حدثنى الرّياشىّ، حدّثنى أبو محلّم «١» : أن حنظلة هذا هو القائل:
ومهما يكن ريب الزمان فإننى ... أرى قمر الليل «٢» المغرّب «٣» كالفتى
يهلّ صغيرا ثم يعظم ضوءه ... وصورته حتى إذا تمّ واستوى «٤»
تقارب يخبو ضوءه وشعاعه ... ويمصح حتّى يستسرّ ولا يرى «٥»
وفى هذا الدير يقول بعض الشعراء:
يا دير حنظلة المهيّج لى الهوى ... هل تستطيع صلاح قلب العاشق «٦» .
دير حنظلة آخر «٧»
قال أبو الفرج: ومن ديارات بنى علقمة بالحيرة، دير حنظلة بن عبد المسيح بن علقمة بن مالك بن ربّى بن نمارة بن «٨» لخم.
وجد فى صدر الدير مكتوب بالرّصاص فى ساج محفور:
«بنى هذا الهيكل المقدّس، محبة لولاية الحقّ والأمانة، حنظلة بن عبد المسيح، يكون مع بقاء الدنيا تقديسه؛ وكما يذكر أولياؤه بالعصمة، يكون ذكر الخاطئ حنظلة» .
وفيه يقول بعض الشعراء:
بساحة الحيرة دير حنظله ... عليه أثواب «٩» السرور مسبله