أحييت فيه «١» ليلة مقتبله «٢» ... وكأسنا بين النّدامى معمله
والراح فيها مثل نار مشعله ... وكلّنا مستنفد ما خوّله
[دير حنة]
«٣» بحاء مهملة، مفتوحة، بعدها نون مثقّلة، وهو بالحيرة.
قال أبو الفرج: هو دير قديم بناه حىّ من تنوخ «٤» ، يقال لهم بنو ساطع، تحاذيه منارة عالية كالمرقب، تسمى القاتم، لبنى أوس بن عمرو، ثم لبطن منهم يقال لهم «٥» ، بنو مبرق. وكان فتيان الحيرة يألفونه ويشربون فيه؛ وإياه عنى الثروانى بقوله:
يا دير حنّة عند القائم الساقى ... إلى الخورنق من دير ابن برّاق
ليس السلوّ (وإن أصبحت ممتنعا ... من بغيتى فيك) من شكلى وأخلاقى
سقيا لعافيك من عاف معالمه ... قفر وباقيك «٦» مثل الوشي من باقى.
دير حنّة آخر «٧»
: بالأكيراح. والأكيراح، بناحية البليخ: بلد كثير البساتين والرّياض والمياه؛ قال أبو نواس:
يا دير حنّة من ذات الأكيراح ... من يصح عنك فإنى لست بالصاحى
يعتاده كلّ مجفوّ «٨» مفارقه ... من الدّهان عليه سحق أمساح