ويعرف أيضا بعمر نصر «١» ، فإن كانت القلاية مضافة إلى الموضع «٢» ، فإنما هو العمر بالضم، وهو من متنزهات آل المنذر بالحيرة. قاله خالد بن كلثوم. وكان الحسين ابن الضحاك يألفه، وكان إلى جانبه خمّار يقال له يوشع، وله ابن أمرد حسن الوجه شماس، فكان الحسين يتألف الخمار من أجل ابنه، حبّا له.
قال الحسين: اصطبحت «أنا» وإخوان لى فى عمر سرّ من رأى، ومعنا أبو الفضل رذاذ وزنام الزامر، فقرأ الراهب سفرا من أسفارهم حتى طلع الفجر، وكان شجىّ الصوت «٣» ، ورجع من نغمته ترجيعا لم أسمع مثله، فتفهمه رذاذ وزنام، فغنّى «٤» ذلك عليه، وزمر هذا، فجاء له معنى أذهل العقول، وضجّ الرّهبان بالتقديس، قال الحسين: فقلت «٥» :
يا عمر نصر لقد هيجت ساكنة ... هاجت بلابل صب بعد إقصار
لله هاتفة هبّت مرجّعة ... زبور داود طورا بعد أطوار
لما حكاها زنام فى تفنّنها ... وافتنّ يتبع مزمورا بمزمار
عجّت أساقيفها فى بيت مذبحها ... وعجّ رهبانها فى عرصة الدار
خمّار حانتها إن زرت حانته ... أذكى مجامرها بالعود والغار
تلهيك ريقته عن طيب خمرته ... سقيا لذاك جنى من طيب «٦» خمّار