يظلّ الإماء يبتدرن قديحها ... كما ابتدرت كلب مياه قراقر «١»
ويدلّ أنّ قراقر بشقّ الشام قول حاتم:
وإنّ بنيه قد نأونا بدارهم ... فحوران أدنى دارهم ففراقر
لأنّ حوران من عمل دمشق.
وحنو قراقر: بالسّواد «٢» ، مذكور فى رسم ذى قار. وفى أحد هذين الموضعين أغارت بنوا تميم على لطيمة باذام عامل كسرى على اليمن، بعث بها إلى كسرى، وكان خفيرها هوذة بن علىّ، فهو يوم قراقر ويوم حمضى، قال الفرزدق:
ونحن صبحنا الحىّ يوم قراقر ... خميسا كأركان اليمامة مدسرا
أبى يوم جاءت فارس بجنودها ... على «٣» حمضى ردّ الرّئيس المسوّرا
وحمضى: موضع هناك. وفيه أغاروا على اللطيمة «٤» ، فقتلوا خفراءها وأساور كانوا معها، وأسرت بنو سعد هوذة بن علىّ؛ ففى ذلك يقول شاعرهم:
ومنّا رئيس القوم ليلة أدلجوا ... بهوذة مقرون اليدين إلى النّحر
وردنا به نخل اليمامة عانيا ... عليه وثاق القدّ والحلق السّمر
ففدى نفسه بثلاث مئة بعير، ثم احتيل «٥» على بنى تميم، فمنعهم كسرى