وقال الزّبير بن أبى بكر: كانت القريّة بين حرب بن أميّة ومرداس بن أبى عامر، وكان مرداس شرك فيها حربا، فحرّقا شجرا كان ملتفّا فيها، وقتلا هناك جنّانا، فسمعا هاتفا يقول:
ويلى «٢» لحرب فارسا ... مطاعنا مخالسا
ويلى «٣» لعمرو فارسا ... إذ لبسوا القلانسا
لنقتلن بقتله ... جحاجحا عنابسا
قال: فمات حرب ومرداس، ودفن مرداس بالقريّة، ثم ادّعاها بعد ذلك كليب بن عيهمة «٤» السّلمىّ، فقال فى ذلك عبّاس بن مرداس:
إنّ القريّة قد تبيّن أمرها ... إن كان ينفع عندك التّبيين
حين انطلقت تخطّها لى ظالما ... وأبو يزيد بجوّها مدفون
أبو يزيد: كنية مرداس أبيه. وقال أميّة بن أبى الصّلت يرثى حربا، ويذكر