فجثا جرير على ركبتيه، ثم قال: هلمّى إلىّ يا جارية، ثم قال:
يغور الذي بالشام أو ينجد الذي ... بغور تهامات فيلتقيان
فأخذها.
وقال المخبّل السّعدىّ:
فإن تمنع سهول الأرض منّى ... فإنى سالك سبل العروض
وأرض جهينة والقبليّة كلّها حجاز.
وأمّا تهامة، فإنك إذا هبطت من الأثاية إلى الفرع وغيقة، إلى طريق مكة، إلى أن تدخل مكة: تهامة، إلى ما وراء ذلك من بلاد عكّ، كلها تهامة؛ والمجازة وعليّب وقنونى ويزن، كلها تهامة؛ وأنت إذا انحدرت فى ثنايا ذات عرق متهم إلى أن تبلغ البحر؛ وكذلك إذا تصوّبت فى ثنايا العرج إلى أقصى بلاد بنى فزارة أنت متّهم؛ فإن جاوزت بلاد بنى فزارة إلى أرض كلب، فأنت بالجناب. وبلاد بنى أسد: الجلس، والقنان، وأبان الأبيض، وأبان الأسود، إلى الرّمة. والحميان: حمى ضريّة، وحمى الرّبذة، والدّوّ، والصّمّان، والدّهناء، فى شقّ بنى تميم. والحزن معظمه لبنى يربوع. وكان يقال: من تصيّف الشّرف، وتربّع الحزن، وتشتّى الصّمّان، فقد أصاب المرعى.
وأما نجد، فما بين جرش إلى سواد الكوفة؛ وآخر حدوده مما يلى المغرب الحجازان: حجاز الأسود، وحجاز المدينة؛ والحجاز الأسود سراة شنوءة.
ومن قبل المشرق بحر فارس، ما بين عمان إلى بطيحة البصرة؛ ومن قبل يمين القبلة الشامىّ: الحزن حزن الكوفة؛ ومن العذيب إلى الثّعلبيّة إلى قلّة بنى يربوع بن مالك، عن يسار طريق المصعد إلى مكة؛ ومن يسار القبلة اليمنىّ ما بين عمل اليمن إلى بطيحة البصرة. ونجد كلها من عمل اليمامة