سيأتيكم عنّى وإن كنت نائيا ... دخان العلندى دون بيتى مذود
قصائد من قيل امرئ يحتديكم «١» ... وأنتم بحسمى «٢» فارتدوا وتقلّدوا
يخاطب بنى فزازه، فدلّ أن حسمى من ديارهم، وقد تقدّم من قول ابن دريد وغيره، أنها «٣» من مياه جذام، وهو الصحيح؛ وفيه أغار الهنيد الصّلعىّ، وصليع بطن من جذام، على دحية الكلبىّ، وقد نزل واديا من أوديته يقال له شيار «٤» ، وهو منصرف من عند قيصر، حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان ذلك سبب بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فى سريّة إلى حسمى، فأصاب من جذام، وقتل الهنيد بالفضافض من ديارهم.
هكذا قال محمد بن جرير الطّبرىّ. والعلندى: جبل لم يرقط إلا والدّخان خارج من رأسه؛ يريد بذلك شعره. وقوله (يحتديكم) : يريد: يطلبكم.
وفى رسم مرّان، أن حسمى من الجزيرة فى «٥» شعر ابن أحمر:
فلله من يسرى ونجران دونه ... إلى دير حسمى أو إلى دير ضمضم
قال: ودير حسمى ودير ضمضم: بالجزيرة، فدلّ هذا التفسير، ودلّ قول عنترة، أنّ حسمى موضع آخر فى غير ديار جذام «٦» . وقال القتبىّ: ومن رواية أسيد «٧» بن عبد الرحمن الخثعمى عن سهل بن معاذ الجهنىّ، عن أسامة،