فما إن طبّنا جبن ولكن ... منايانا وطعمة «١» آخرينا
ولمّا وفد عروة على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما، قال: هل ساءك ما أصاب قومك يوم الرّزم؟ قال: يا رسول الله، ومن ذا يصيب قومه مثل ما أصاب قومى فلا يسوءه؟.
وروى الطّبرىّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: كرهت يوميكم ويومى همدان؟ قال: إى والله، أفنيا «٢» الأهل والعشيرة. قال: أما إنّه خير لمن بقى «٣» .
واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات قومه، وصدقات زبيد ومذحج؛ فلذلك ارتدّ عمرو بن معدى كرب فى مرتدّين من زبيد ومذحج.
وقال عمرو «٤» :
وجدنا ملك فروة شرّ ملك ... حمار ساف منخره بثفر
ويروى بقذر «٥» .
وإنّك لو رأيت أبا عمير ... ملأت يديك من غدر وختر
أبو عمير: هو فروة. فاستجاش عليهم فروة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجّه إليه خالد بن سعيد بن العاصى، وخالد بن الوليد، فاجتمعوا بكشر «٦» من