منهم، فإنهم يقرّون بنسبهم، ويعرفون أصلهم، فقال لقيط بن يعمر «١» الإيادىّ وهو يحضّض إيادا على كسرى، ويعيّرهم صنيعهم:
ولا يدع بعضكم بعضا لنائبة ... كما تركتم بأعلى بيشة النّخعا
قال هشام: وقد روينا فى النّخع وثقيف، وفى نزولهما منازلهما بأبدانهما، حديثا آخر.
قال هشام: أمّ النخع بن عمرو: بنت عمرو بن الطّمثان، وهذا خلاف قولهم.
وأمّ ثقيف: بنت سعد بن هذيل بن مدركة.
قال هشام: حدّثنى الكلبىّ عن أبى صالح، قال: ذكر ثقيف والنّخع يوما عند ابن عبّاس، فقال: إنّ ثقيفا والنّخع ابنا خالة، وإنهما خرج فى نجعة ومعهما غنيمة «٢» لهما، فيها شاة، معها جدى لها، فعرض لها مصدّق «٣» لبعض ملوك اليمن، فأرادهما على أخذ الشاة ذات الجدى، فقالا له: خذ منها ما شئت، فقال:
قال: فنظر أحدهما إلى صاحبه، وهمّا بقتله، فأشار أحدهما إلى صاحبه أن ارمه، فرماه بسهم، ففلق قلبه، ثم قال أحدهما لصاحبه: والله ما تحملنا أرض واحدة، فإمّا أن تغرّب وأشرّق، وإمّا أن تشرّق وأغرّب، فقال قسىّ، وهو ثقيف:
فإنى أغرّب، وقال النّخع، واسمه جسر: فإنى أشرّق. قال: فمضى النخع حتى نزل بيشة باليمن، فلما كثر ولده تحوّل إلى الدّثينة «٤» ، فهى منازلهم إلى اليوم، ومضى قسىّ حتى أتى وادى القرى، فنزل بعجوز يهوديّة كبيرة، لا ولد لها،