وجبل آخر فى أرض بنى عبس يقال له سنيح، وهو جبل أسود فارد ضخم. ولبنى عبس ماءات «١» فى شعب منه.
ثم الجبال التى تليه فى أرض فزارة: منها عفر «٢» الزّهاليل، به ماءة يقال لها الزّهاولة. والزّهاليل: جبال سود فى أرض بنى عدىّ بن فزارة، حولها رمل كثير، وهى ببلد كريم. قال الشاعر لإبله وهو ببيشة من طريق اليمن، وقد نزعت إلى الحمى:
ولا تأملى غيثا تهلّل صوبه ... على شعبى أو بالزهاليل ماره
ثم يليها من مياه بنى فزارة ماءة يقال لها شعبة، فى جلد من الأرض.
ولبنى مالك بن حمار ماءة يقال لها المظلومة. ولبنى شمخ ماء يقال له الشّمع، فى ناحية من الرملة.
ثم يليه ماء يقال له الحفير، فى جوف رمل، ولهم هناك قرية يقال لها المزاد، بها نخل كثير، وهى لبنى سلمة. ولبنى بدر من فزارة هناك بئر يقال لها الجمام، يزرعون عليها. والعتريفيّة «٥» : ماء لبنى شمخ بالبطان، وبالبطان سهل منهبط فى الأرض، رملة وصلابة، فبذلك سمّى البطان، وكان من مياه غنىّ.
وذكر مشايخ من أهل ضريّة أن الإسلام جاء وكلّ ماء من الحمضتين لغنىّ، والحمضتان: حمضة التّسرير، وحمضة الجريب. فجميع مياه فزارة