قوم لهم ساحة العراق إذا ... ساروا جميعا والقطّ والقلم
ويقال إن إيادا لم تزل مع إخوتها بتهامة وما والاها، حتّى وقعت بينهم حرب، فتظاهرت مضر وربيعة على إياد، فالتقوا بناحية من بلادهم، يقال لها خانق، وهى اليوم من بلاد كنانة بن خزيمة، فهزمت إياد، وظهر عليهم، فخرجوا من تهامة.
وقال الكنانىّ الذي قتله خالد يوم الغميصاء، للجارية الّتى كان يتعشّقها
أريتك إن طالبتكم فوجدتكم ... بحلية يوما أو بإحدى الخوانق
تعادى بالفوارس كلّ يوم ... غضاب الحرب تحمى المحجرينا «١»
فأبنا بالنّهاب وبالسّبايا ... وأضحوا فى الديار مجدّلينا «٢»
فظعنت إياد من منازلها، ونزلوا سنداد، بناحية سواد الكوفة، فأقاموا بها دهرا.
وقال ابن شبّة: افترقت ثلاث فرق: فرقة مع أسد بن خزيمة بذى طوى، وفرقة لحقت بعين أباغ، وأقبل الجمهور حتّى نزلوا بناحية سنداد.
ثم اتّفقوا، فكانوا يعبدون ذا الكعبات: بيتا بسنداد- وعبدتها بكر بن وائل بعدهم- فانتشروا فيما بين سنداد وكاظمة، وإلى بارق والخورنق وما يليها، واستطالوا على الفرات حتى خالطوا أرض الجزيرة، فكان لهم موضع دبر الأعور ودير الجماجم ودير قرّة، وكثر من بعين أباغ منهم، حتّى صاروا كالليل كثرة، وبقيت هنالك تغير على من يليها من أهل البوادى، وتغزو