إن يك قد ضاع ما حملت فقد ... حمّلت إثما كالطّود من ظلم
أمانة الله وهى أعظم من ... هضب شرورى والرّكن من خيم
ومن أمّ الطريق من المدينة من بطن نخل، وهى من القرى الحجازيّة، فإن الطريق تكتنفه ثلاثة أجبل، أحدها ظلم، وهو جبل أسود شامخ، لا ينبت شيئا، وحزم بنى عوال، وهما جميعا لغطفان، وفى حزم بنى عوال مياه وآبار، منها بئر ألية الشاة، وبئر الكدر، وبئر هرمة، وبئر عمير، وبئر السّدرة؛ وفيه السّدّ: ماء سماء، والقرقرة: ماء سماء، واللّعباء: ماء سماء، لا تنقطع هذه المياه، وقال «١» الشاعر فى اللّعباء:
تروّحنا من اللّعباء قصرا ... فأعجلنا الإلهة أن تثوبا
وهذه القرقرة التى تنسب إلى الكدر، فيقال قرقرة الكدر. وشوران، وهو مطلّ على السّدّ. وليس على هذه الجبال نبت إلّا على شوران، وفيه مياه سماء يقال لها البحرات، فيها سمك أسود مقدار الذراع، أطيب ما يكون وأمرؤه.
وحذاء شوران جبل يقال له ميطان، فيه بئر يقال لها ضفّة، هو لبنى سليم، لا نبات فيه، وحذاء ميطان جبل يقال له شىّ، وجبال شوّاهق كبار يقال لها