للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إليه، ولأعرَّفنكها عند رسول الله فأبى أن يرد عليه.

قال عوف: فاجتمعنا عند رسول الله ، فقصصت عليه قصة المددي، وما فعل خالد، فقال رسول الله : (يا خالد رُدَّ عليه ما أخذت منه) قال عوف: فقلت: دونك يا خالد ألم أفِ لك؟ فقال رسول الله : (وما ذاك؟) فأخبرته، فغضب رسول الله وقال: (يا خالد لا ترد عليه، هل أنتم تاركوا أمرائي؟ لكم صفوة أمرهم، وعليهم كدره) (١) واللفظ لأحمد.

وموطن الشاهد في هذا الحديث أن جيش المسلمين قد غنم من الروم غنائم عدة كان هذا السلب من بينها، ولا يغنم جيش من آخر إلا إذا كان منتصرًا، والله أعلم.

وقد تقدم فيما رواه البخاري أيضًا عن خالد أنه قال: اندقت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، وما ثبت في يدي إلا صفيحة يمانية).

وهذا يقتضي أنهم أثخنوا فيه قتلًا، ولو لم يكن كذلك لما قدروا على التخلص منهم، وهذا وحده دليل مستقل على أنهم كانوا منتصرين، والله أعلم.

حزن النبي لموت جعفر:

- من حديث عائشة قالت: "لما جاءت وفاة جعفر عرفنا في وجه النبي الحزن" (٢)


(١) أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب استحقاق القاتل سلب القتيل حديث رقم: ١٧٥٣، أبو داود في الجهاد باب في الإِمام يمنع القاتل السلب إن رأى وباب الفرس والسلاح من السلب حديث رقم: ٢٧١٩، ٢٧٢٠، وأحمد في المسند: ٦/ ٢٦، ٢٧، ٢٨.
(٢) أخرجه البخاري في الجنائز باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن رقم: ١٢٩٩، وانظر أرقام: ١٣٠٥، ٤٢٦٣، ومسلم في الجنائز باب التشديد في النياحة: ٢/ ٦٤٤ - ٦٤٥، رقم: ٩٣٥، والنسائي في الجنائز باب النهي عن البكاء على الميت: ٤/ ١٤ - ١٥، وأحمد في المسند انظر الفتح الرباني: ٨/ ١١٠ - ١١١، وأخرجه الحاكم في المستدرك:٣/ ٤٠ - ٤١، ٣/ ٢٠٩، وصححه ووافقه الذهبي، وانظر أسد الغابة: ١/ ٢٩٣.

<<  <   >  >>