للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويمتد وقتها المختار (إلى ثلث الليل الأول) (١) لأن جبريل -عليه السلام- صلى بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في اليوم الأول حين غاب الشفق. وفي اليوم الثاني حين كان ثلث الليل الأول. ثم قال: "الوقت فيما بين هذين". رواه مسلم (٢).

وصلاتها آخر الثلث الأول أفضل، لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل، أو نصفه". رواه الترمذي وصححه (٣).

ويكره تأخيرها إن شقَّ ولو على بعض المصلين. ويكره النوم قبلها، والحديث بعدها، إلا حديثًا يسيرًا، أو مع أهل أو ضيف.

(و) وقت (الضرورة) ممتد من ثلث الليل (إلى طلوع فجر (٤) ثان) وهو


(١) وعن الإمام أحمد رواية أخرى: أن آخر وقتها المختار: إلى نصف الليل. ينظر: "الإنصاف" (٣/ ١٥٨) قال ابن مفلح في "الفرع" (١/ ٢٠٩): وهي الأظهر. دليل ذلك حديث عبد اللَّه بن عمرو -في "صحيح مسلم" (١/ ٤٢٧) - ووقت العشاء إلى نصف الليل.
(٢) مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (١/ ٤٢٩) عن أبي موسى.
(٣) الترمذي، أبواب الصلاة، باب ما جاء في تأخير صلاة العشاء الآخرة (١/ ٣١٠ - ٣١٢)، وابن ماجه، كتاب الصلاة، باب وقت صلاة العشاء (١/ ٢٢٦) واللفظ للترمذي، عن أبي هريرة. قال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح.
(٤) سمّي الفجر فجرًا لانفجاره، وهو انصداع الظلمة عن نور الصبح. والفجر فجران:
أحدهما: المستطيل في السماء، يشبه بذنب السرحان -وهو الذئب- لأنه مستدق صاعد غير معترض في الأفق، وهو الفجر الكاذب. سمي به لأنه يقل ويتلاشى، أو أنه يغر من لا يعرفه.
الثاني: المستطير. وهو الصادق المنتشر في الأفق الذي يحرم الأكل والشرب على الصائم، ولا يكون الصبح إلا الصادق. والفرق بين الفجرين:
أ- أن الفجر الأول ممتد طولًا من المشرق إلى المغرب. والثاني معترض من الشمال إلى الجنوب.
ب- أن الفجر الأول يظلم، والثاني: يزداد نوره. =