للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويحرم أن يقيمه إمام أو نائبه بعلمه بلا بينة لقوله تعالى: {فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ} (١) ولقوله تعالى: {فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ} (٢)، ولأنه لا يجوز له التكلم به فالعمل أولى، حتى لو رماه بما علمه منه لكان قاذفا يحد للقذف.

(ويضرب) الـ (رجل) الحد (قائما) ليعطى كل عضو حظه من الضرب (بسوط)، قال في "الرعاية" (٣) من عنده: "حجم السوط بين القضيب والعصا". وهو معنى ما في شرح المهذب للحنفية، وفي المختار لهم: بسوط لا ثمرة له (٤). قال في "المبدع" (٥): "فيتعين أن لا يكون من الجلد". (لا خلق) نصا بفتح اللام؛ لأنه لا يؤلم (ولا جديد) لئلا يجرح، وفي "الرعاية" (٦): بين اليابس والرطب. وروى مالك عن زيد بن أسلم (٧) مرسلا أن رجلا اعترف عند


(١) سورة النساء من الآية (١٥).
(٢) سورة النور من الآية (١٣).
(٣) ينظر: الإنصاف ١٢/ ٨٦٦ - ١٨٧، وشرح منتهى الإرادات ٣/ ٣٣٧.
(٤) ينظر: المختار مع شرحه الإختيار ٤/ ٨٥، والهداية شرح بداية المبتدي ٢/ ٩٧، وحاشية ابن عابدين ٤/ ١٣.
(٥) ٩/ ٤٧.
(٦) ينظر: الإنصاف ٢٦/ ١٨٧، وشرح منتهى الإرادات ٣/ ٣٣٨.
(٧) زيد بن أسلم: القرشي، العدوي، المدني، أبو أسامة، الفقيه، الإمام، القدوة، كان له حلقة بمسجد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، توفي سنة ١٣٦ هـ.
ينظر: تهذيب الكمال ١٠/ ١٢ - ١٨، وسير أعلام النبلاء ٥/ ٣١٦ - ٣١٧.