للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

على المحاربة، ولأنه أرفق به لأن المشي على الرجل اليمنى أسهل وأمكن له من اليسرى، وأما كونه من مفصل كعبه وترك عقبة فلما روي عن علي: "أنه كان يقطع من شطر القدم ويترك له عقبا يمشي عليها" (١) (وحسمت) لما تقدم في يده، وينبغي في قطعه أن يقطع بأسهل ما يمكن بأن يجلس ويضبط لئلا يتحرك فيجنى على نفسه، وتشد يده بحبل وتجر حتى يتيقن المفصل ثم توضع السكين وتحر بقوة ليقطع في مرة.

(فإن عاد) فسوق بعد قطع يده ورجله حبس حتى يتوب، ويحرم أن يقطع لما روي عن أبي سعيد المقبري (٢) عن أَبيه عن جده قال: "حضرت علي بن أبي طالب أتي برجل مقطوع اليد والرجل قد سرق فقال لأصحابه: ما ترون في هذا؟ قالوا: اقطعه يا أمير المؤمنين، قال: أقتله إذا وما عليه القتل بأي شيء يأكل الطعام؟ بأي شيء يتوضأ للصلوات؟ بأي شيء يغتسل من جنابته؟ بأي شيء يقوم لحاجته؟ فرده إلى السجن أيامًا، ثم أخرجه فاستشار أصحابه فقالوا: مثل قولهم الأول، وقال لهم مثل ما قال أول مرة، فجلده جلدًا شديدا، ثم أرسله" رواه


(١) أخرجه الدارقطني في سننه ٣/ ٢١٢، وبنحوه عبد الرزاق برقم (١٨٧٥٩) المصنف ١٠/ ١٨٥، وحسنه الألباني في الإرواء ٨/ ٨٩.
(٢) أبو سعيد المقبري: كيسان المدني، مولى أم شريك من بني ليث، ثم من بني جندع، كان منزله عند المقابر فقيل له: المقبري، توفي في خلافة عبد الملك سنة ١٠٠ هـ.
ينظر: الجرح والتعديل ٧/ ١٦٦، وتهذيب الكمال ٢٤/ ٢٤٠ - ٢٤٢، وتقريب التهذيب ص ٤٦٣.