للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِاللَّهِ} (١) {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ} (٢) {فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ} (٣)، ولأنه لو قال: باللَّه لأفعلن بلا قسم ونحوه صار يمينًا، فإذا ضم إليه ما يؤكده كان أولى، وإنْ نَوَى بذلك خبرًا فيما يحتمله كقوله: نويت بأقْسَمْتُ باللَّه ونحوه الخبر عن يمين سبق قُيلَ منه لاحتماله.

والحلف بكلام اللَّه تعالى والمصحف والقرآن أو سورة منه أو آية يمينٌ؛ لأنه صفة من صفات اللَّه تعالى، والمصحف يتضمن القرآن الذي هو صفته تعالى (٤)، ولذلك أطلق عليه القرآن في الحديث: "لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو" (٥)، وقالت عائشة: "ما بين دَفَّتَيْ المصحف كلام اللَّه" (٦).


(١) سورة المائدة من الآية (١٠٦).
(٢) سورة الأنعام من الآية (١٠٩).
(٣) سورة النور من الآية (٦).
(٤) قال ابن قدامة في المغني ١٣/ ٤٦١: "وإن حلف بالمصحف انعقدت يمينه، وكان قنادة يحلف بالصحف، ولم يكره ذلك إمامنا؛ لأن الحالف بالمصحف إنما قصد الحلف بالمكتوب فيه، وهو القرآن فإنه بين دفتي الصحف بإجماع المسلمين". ا. هـ.
(٥) من حديث ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- مرفوعًا: أخرجه البخاري، باب السفر بالمصاحف إلى أرض العدو، كتاب الجهاد برقم (٢٩٩١) صحيح البخاري ٤/ ٤٥، ومسلم، باب النهي أن يسافر بالمصحف إلى أرض الكفار. . .، كتاب الإمارة برقم (١٨٦٩) صحيح مسلم ٣/ ١٤٩٠ - ١٤٩١.
(٦) لم أقف عليه مسندًا.