للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكمال) حديث عون (١) عن ابن مسعود مرفوعًا: "إذا ركع أحدكم فليقل ثلاث مرات: سبحان ربي العظيم، وذلك أدناه. وإذا سجد فليقل: سبحان ربي الأعلى ثلاثًا وذلك أدناه". رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، لكنه مرسل (٢) كما ذكره الإمام البخاري في "تاريخه" (٣) لأن عونًا لم يسمع من ابن مسعود، لكن عضده قول الصحابي، وفتوى أكثر أهل العلم (٤). وأعلاه لإمام ومأموم عشر مرات، لما روي عن أنس: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يصلي كصلاة عمر بن عبد العزيز، فحزروا (٥) ذلك بعشر


= (١/ ١٨٤).
(١) في الأصل (عوف) والتصحيح من مصادر الحديث.
(٢) هذا التخريج منقول من "شرح منتهى الإرادات" (١/ ١٨٤)، و"الشرح" نقله من "مختصر المنذري لسنن أبي داود" (١/ ٤٢٢، ٤٢٣) ومعنى قوله: مرسل. أي منقطع. وهذا على قول من قال: إن المرسل ما سقط راوٍ من إسناده فأكثر من أي موضع كان. وهو اصطلاح لبعض المحدثين المتقدمين. ينظر: "شرح ألفية العراقي" للعراقي (١/ ١٤٤، ١٤٦)، و"فتح المغيث" (١/ ١٥٦)، و"توضيح الأفكار" للصنعاني (١/ ٢٨٣)، و"عون المعبود شرح سنن أبي داود" (٣/ ١٤١).
(٣) "التاريخ الكبير" (١/ ٤٠٥).
(٤) أبو داود، كتاب الصلاة، باب مقدار الركوع والسجود (١/ ٥٥٠) والترمذي، أبواب الصلاة، باب ما جاء في التسبيح في الركوع والسجود (٢/ ٤٦، ٤٧)، وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب التسبيح في الركوع والسجود (١/ ٢٨٧، ٢٨٨). قال أبو داود: هذا مرسل. عون لم يدرك عبد اللَّه. اهـ
وقال الترمذي: حديث عبد اللَّه ليس إسناده بمتصل، عون بن عبد اللَّه بن عتبة لم يلق ابن مسعود. والعمل على هذا عند أهل العلم. . اهـ
وقال المباركفوري في "تحفة الأحوذي" (٢/ ١١٩، ١٢٠): ومع عدم اتصال السند، فيه: إسحاق بن يزيد الهذلي وهو مجهول. . . اهـ ثم ذكر المباركفوري شواهد هذا الحديث وقال: والظاهر أن هذه الأحاديث بمجموعها تصلح أن يستدل بها على استحباب أن لا ينقص الرجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات. واللَّه أعلم. اهـ
(٥) حزروا: قدروا وفرضوا. ينظر: "اللسان" (٤/ ١٨٥)، و"القاموس" (٤٧٩).