للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ومعنى: "سمع اللَّه لمن حمده"] (١): تقبله وجازاه عليه.

(وبعد انتصابه) قليلًا من الركوع يقول: (ربنا ولك الحمد، ملء السماء، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد) أي: بعد السماء والأرض، كالكرسي وغيره، مما لا يعلم قدره إلا اللَّه تعالى. والمعنى: حمدًا لو كان أجسامًا لملأ ذلك. وإثبات واو "ولك" أفضل نصًّا (٢)، للاتفاق عليه (٣). و"ملء" يجوز نصبه على الحال، ورفعه على الصفة. والمعروف في الأخبار "السموات" لكن قال الإمام وأكثر الأصحاب بالإفراد (٤). (و) يقول (مأموم: ربنا ولك الحمد فقط) لحديث أنس، وأبي هريرة مرفوعًا: "إذا قال الإمام سمع اللَّه لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد". متفق عليه (٥)، فاقتصر على أمرهم يقول: ربنا ولك الحمد، فدل على أنه لا يشىرع لهم غيره.

(ثم يكبر) من غير رفع يدين (ويسجد على الأعضاء السبعة) الجبهة، والأنف، واليدين، والرجلين، والركبتين (فيضع ركبتيه) أولًا بالأرض (ثم يديه) لحديث وائل بن حجر قال: رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه. رواه أبو داود وغيره (٦)


(١) ما بين معقوفين سقط من الأصل. وهو من "شرح منتهى الإرادات" (١/ ١٨٥).
(٢) ينظر: "الإنصاف" (٣/ ٤٨٨).
(٣) في "شرح المنتهى" (١/ ١٨٥): للاتفاق عليه من رواية ابن عمر وأنس وأبي هريرة. ولأنه أكثر حروفًا.
(٤) ينظر: "الإنصاف" (٣/ ٤٨٨).
(٥) البخاري، كتاب الأذان، باب إيجاب التكبير وافتتاح الصلاة (١/ ١٧٩)، ومسلم، كتاب الصلاة (١/ ٣٠٩، ٣١٠).
(٦) أبو داود، كتاب الصلاة، باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه (١/ ٥٢٤)، والترمذي، كتاب الصلاة، باب ما جاء في وضع الركبتين قبل اليدين في السجود (٢/ ٣٦)، والنسائي، كتاب التطبيق، باب أول ما يصل إلى الأرض من الإنسان في سجوده (٢/ ٢٠٦، ٢٠٧)، =